للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا حاضناً أمي ... يا ثرى لبنان

هل يرجع الغريب ... للوطن الحبيب

وتهتف القلوب ... مرحباً لبنان

الأرز والوادي ... يا مهد أجدادي

يا أرض ميعادي ... يا ثرى لبنان

ثم لا أرى بدأ قبل أن أختم مقالي من أن أقول إن لشعر قازان ميزة أخرى هي الصدق في التعبير عن خلجات نفسه تعبيراً لا مداورة فيه ولا رياء وذلك عائد إلى ما يتراءى لنا من حبه الحق ولو كان عليه ولثقته بنفسه ثقة كبيرة، ومن ثم جاء شعره خالياً من كل بهرج وكل طلاء وتجلت فيه مزايا النفس الجريئة الأبية كقوله عن نفسه:

وليس التملق من شيمتي ... وليس التأنق من نزعتي

فإني ترعرعت بين الجبال ... على البأس والفقر والشدة

ومن عاش مثلي على جرأة ... فلا يستلذ سوى الجرأة

فإما نطقت نطقت بحق ... وإما سكت فعن عفة

وما نخاله فيما قاله عن نفسه إلا صادقاً، والصدق على ما نعتقد من أجل ميزات الأديب؛ وصاحب معلقة الأرز عنده من المزايا الأدبية ما يفسح له في دولة الشعر مجالاً رحباً يمشي فيه إلى غايته المثلى، ولا يعوزه إلا صقل ديباجته وتهذيب بيانه، وليس ذلك على مثله بعزيز. فإن له من ملكته الفنية خير مسعف ومن خياله الوثاب خير معوان.

فليوطن النفس على إجادة مبانيه لتوافق معانيه إن كان يريد أن يتبوأ المنزلة الرفيعة التي تصبو إليها النفس الطموح.

(بيروت)

جورج سلستي

<<  <  ج:
ص:  >  >>