والمشكلة الحقيقية عندنا هي مشكلة الأخلاق التي هي أقوى مظاهر الثقافة، فإذا استطعنا أن نربي في نفوس الأجيال المقبلة الملكات التي توجه الأفراد والمجتمعات صغيرة أو كبيرة الوجهة الصالحة في غير عناء اتسع المجال أمام العقلية المصرية السلبية القابلة ويسرت لها وسائل الإنتاج الإيجابي فكانت فعالة مبتكرة.
ولست أرى رابطة بين العلم والأخلاق إلا بقدر البيان الإرشادي فقط باعتبار أن الأخلاق قد تكون من مباحث العقل، فلا يمكن أن يكون العلم والتوسع فيه مقوماً للأخلاق، فالعلم شيء آخر. فليتجه من بيدهم الأمر بمصر إلى تقويم الأخلاق، وليجعلوا كل شيء من مظاهر الإصلاح في المحل الثاني بعدها، فهناك تستقيم أمورنا ويستطيع الفرد أن يبتكر، وهناك ترى العقلية المصرية إيجابية فاعلة.
عبد اللطيف ثابت
(الشوامخ)
أصدر الدكتور الفاضل محمد صبري الجزء الثاني من الشوامخ، وهو دراسة تحليلية لخصائص الشعر الجاهلي بدراسة أعلامه: الأفوه الأودي، وزهير، وطرفة، ولبيد، والشنفري، والشعراء الهذليين وقد قال المؤلف الفاضل في مقدمته:(ولا ريب أن خير وسيلة لدراسة الشعر العباسي، والشعر الحديث بصفة عامة، هي دراسة الشعر الجاهلي والرجوع إلى (عمود الشعر) الذي تكلم عنه مشايخ النقد، كما أن خير وسيلة لدراسة الشعر الجاهلي هي الانتباه إلى الصلة الدقيقة التي تربط النثر الجاهلي بالشعر الجاهلي، وبعبارة أدق درس المحيط والبيئة التي نشأ فيها الشعر وتمكن، والى الصلة التي تربط ذلك الشعر بآداب العرب وفنونها من نحت وتصوير.
(وفي اعتقادنا أن دراسة الشعر الجاهلي في ذلك الضوء الجديد من شأنها أن تظهر لنا الكثير من روائعه، وأن تفتح لنا منه كل باب مغلق). وهو كلام حق لا ريب فيه
والكتاب مطبوع في مطبعة (دار الكتب المصرية) طبعاً متقنا. ويطلب من المكاتب الشهيرة وثمنه ثلاثون قرشاً.