للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرض الندية، وهي تلهث مما اعتراها من ألم. سرعان ما كانت تهب واقفة عندما تشاهد خيال إنسان ما، يجب ألاّ تتهاون ولو لحظة واحدة، وكان يلوح في عينيها أنه ليس هناك من أشد قسوة وأقل رحمة من الكائن البشري.

بيد أنه على الرغم من خوفها، كانت لا تستطيع الابتعاد عن الدار. وقد يبدو في عين الرائي، أنها قد تكون في راحة تامة، كغيرها من الحيوانات، لو ذهبت إلى الغابة النائية، ورقدت هناك بين الأشجار والحشائش! ولكن ذلك لم يبد في عينيها، إنها لا تستطيع أن تغير من طبيعتها الموروثة

وفي أوائل شهر يونيو، انتهت من القيام بواجبات الأمومة وظهرت أربعة جراء في فرن كن سان، اثنان منها جميلان يشبهان بوتشي في لونه، وواحد أسود فاحم، والرابع يشبهها كثيراً.

وفي صباح يوم ولادتها، تراءت لها للمرة الأولى ابتسامة البشر تهش بها، وفي ذلك الصباح أيضاً قدموا إليها لأول مرة الطعام

وأخذت عمة كن سان تناديها (بب، تعالي، تعالي) ثم أصبحت تناديها دائماً منذ ذلك اليوم. . .

محمد فتحي عبد الوهاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>