فردَّت عمة من الدَّار الجديدة شاهدت أيضاً ما يحدث (ولا أنا)
وضحكت العمتان وجعلتا تنظران إلى ذلك المشهد في اهتمام
(يجب أن تنفى). كان هذا منشأ الجدال الذي استمر في ضيعة كن سان بين أعضاء عائلتين من العائلات الأربع. ثم انقسموا إلى حزبين: حزب الأعمام، وحزب العمات. كانت العمات يصرحن أن الأمر قد أصبح مختلفاً. أن حالتها الآن مغايرة لما كانت عليه في الماضي. وكن في جدلهن كأنما يقارن أنفسهن بها (وقد يكون هناك وجه للمقارنة). وكان الأعمام يعارضون في إنجابها ذرية. أنه من الفظاعة أن تلد أولاداً على شاكلتها. وفي الحق، لم يكن هناك من يهتم بمستقبلها. ولم تكن الكلبة تعرف شيئاً عن كل ذلك.
وما إن مر يوم حتى وقفت مركبة بجوار دار كن سان، يعلوها صندوق بلا غطاء، مغطى بقطعة قذرة من الحصير. وتشمم أنفها في سرعة ما الذي في المركبة.
وأقبل شرطي يتبعه رجل ذو نظرات مريبة. ودلفا إلى الدار. بيد أنها لم تكن تحوم في مثل هذه الأماكن الخطرة. وأخذ بوتشي وكورو وغيرهما من الكلاب في النباح. وأقبل الأعمام والعمات وكل سكان القرية. وصاحت كوشان (صياد الكلاب يا ما ما!) ثم اختبأت خلف والدتها.
وجرى الناس حول الحديقة. وشاركهم في العدو صبي من مدرسة متوسطة كان يرسم صورة بالألوان المائية، وقد أمسك بحامل الرسم، وابنة كن سان وكانت تقوم بري الزهور.
(لقد هربت من هنا! لقد ولت من هناك!).
وارتبك القوم في عجب. ثم قالت كوشان وهي ترجف (من المؤكد أن بب قد قتلت).
وأخيراً استطاعت الهرب. وهز رجل ممسك في يده هراوة غليظة في غيظ. وقال الشرطي (لا فائدة، لا فائدة) وضحك وهو يسير صوب الباب. ثم انسحب هو ورفيقه إلى المركبة الفارغة يجران وراءهما ذيول الخيبة.
لقد هربت على أية حال، ونجت بجلدها. ومرت الأيام وتضخمت بطنها، وأخذت عيناها تتلونان بلون غير ثابت من القلق. إنها لن تحافظ على نفسها فحسب، بل يجب عليها أيضاً أن تحمي أولادها في بطنها. إن ظلال الشجرة لم تعد مأمونة، وحتى عندما كانت ترقد على