وكان الحظ قد واتاه، فان الصبي لم يصب إلا بجروح يسيرة، وخرج من السجن بعد يومين
مسكين ذلك الرجل! كان قد تغير تغيرا تاما واصبح مكتئب الوجه لا يثق في أحد، غضوبا وكنت أراه في بعض الأحيان ينفلت مساء في سرعة كبيرة كأنه الكلب، ويختفي في طريق مظلم قذر
وفي ذات صباح مشرق الشمس صافي السماء من أكتوبر وجدوه على خط السكة الحديدية بجانب الجسر وقد تمزق إرباً حتى اصبح كتلة دامية مشوهة من اللحم، وانسحب إحدى ساقيه مع عجلات القطار الذي دهمه إلى مسافة بعيدة، وظهرت عيناه الخضراوان في رأسه المقطوع الذقن المصبوغ الشعر بالدم القاني، تحدقان في رعب هائل
مسكين ذلك الرجل! كان يود أن يشاهد القطار عن قرب، ولكنه كان يبتعد ثم يبتعد - كما يقول - ذلك الوحش الطويل ذلك التنين الذي بداخله النار التي وضعها الشيطان!