والآن تكاد (سو) تبلغ السنة الثالثة من عمرها. . . أو هي تقرب من السنة الرابعة. . . ومن الذي يغطيها في الليل؟
وغالبا ما أستيقظ في الليل على حين فجأة وقد خيل إلي أنني سمعت تنفسها المرتجف الذي يدلني على أنها تشعر بقسوة البرد.
وما زلت أتوهم مثل هذه الأوهام، وإن كانت ابنتي أشرفت الآن على السنة السادسة من عمرها. . . فهي على أهبة الذهاب إلى المدرسة. . على أن (تيد) الذي كان يشعر باضطراب نفسي، لم يكن ليبتعد عني كثيراً فهو دائماً إلى جانبي يحاول أن يواسيني ويهدئ من روعي. . وعلى الرغم من أنني، من أجله أحاول أن أنسى، فإنني لا أستطيع النسيان ولا تزال سعادتنا يضللها شبح آلامي وعذاب نفسي.
ليس في الوجود شيء كامل. وليس فيها شيء كافي لإقناع النفس. فكما كنت من قبل أشتاق إلى (تيد) أنا الآن أشتاق إلى (سو)، وكما كان رأسي يداعبه الأمل في أن أجتمع (بتيد) ها هو ذا رأسي يداعبه الأمل في أن أجتمع يوما بابنتي. . . وحيثما ذهبنا، وبخاصة الآن بعد أن عدنا إلى إنجلترا، تصفحت وجوه الأطفال، أبحث عن طفلة براقة العينين، راقصة الساقين، يداعب الهواء حلقات شعرها الجميل. وقد تكون في مكان يبعد أميالا عديدة عن مقامي، وقد تكون على مقربة مني تمر بي في الطريق.
لقد كتبت علي أن لا أعرف شيئاً من أمرها، ولعلي لن أعرف منه شيئاً أبداً. . . وكل ما أستطع أن أفعله هو أن أصلي من أجلها وأن أدعو الله (أن يحفظها. . . وأن يغطيها في الليل)