للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان كل ما أخذته مما يتصل بابنتي التي لا أحب شيئاً في الوجود حبي لها حذاء من أحذيتها الصغير وصورتها الفوتوغرافية. . . وترك صورتي الفوتوغرافية وقائمة مشوشة مما يلزمها من طعام، وحمام، ودواء إذا أصابها برد.

وكتبت في أخر القائمة بخط مضطرب: (وغطها في الليل)

وكان من عادة الطفلة أن تتقلب ليلا فيجئ رأسها مكان رجليها وتنفض الغطاء عن جسمها، وكان نوم (روني) عميقاً، فليساعده الله في أن يعمل لها كل ما كنت أعمله أنا.

ودق جرس التليفون دقاً شديداً وأخيراً سمعت صوت (تيد) المحبوب الذي كدت أنساه، فلما سمع بأنني قد أصبحت آخر الأمر له ابتهج وصاح.

- لا تشحني شيئاً في القطار، إنك ستركبين الطائرة يا حبيبتي؟ وسأرسل لك المال بالتلغراف. . . آه. . . يا بام. . . سأعد الدقائق عداً!.

فلأسرع. . . نعم فلأسرع. . لمغادرة البيت ولأنهب الطرقات في إحدى سيارات الأجرة. . . ولأمض لا أتلفت ورائي إلى لعب ابنتي المبعثرة في أرض الغرفة. . .

ولأنظر إلى الأمام. . إلى تيد!. . تيد: الذي يستطيع حبه أن يعيدني (الفتاة) التي كنت من قبل. . جميلة محبوبة! آه. . يا تيد. . تيد. . إنك ستنسيني كل هذه السنوات. . . ستنسينيها نسياناً تاماً فلا يصحبني شيئ منها!.

ولقد حاول (تيد) فعلا أن ينسيني أيام المتاعب. ومن حسن الحظ أننا أبحرنا في الحال، فالبحر، والبلاد الجديدة وليالي شهر العسل في المناطق الاستوائية كل ذلك كان حلماً ساحراً. وشفاهه العاطشة وساعداه القويتان الضاغطان، واجتمعنا معاً ناسين العالم كله، وهو يريني هذه الأراضي الجديدة التي يقيم فيها. . هذه هي السعادة، هذه هي الجنة. .

ولكن الطلاق من (روني) والزواج في اطمئنان من الرجل الذي أحببته. . . لم يكن كله ليمحو عن رأسي ذكرى هاتين السنتين التين عشتهما أما لطفلة صغيرة. . . لا أدري أين هي الآنومع من هي، وماذا هي فاعلة؟ وهل لا تزال تصلي الصلاة التي علمتها؟ وهل أوصيت في القائمة التي تركتها بأن تستحم مرتين في اليوم؟ ومن الذي يتولى أمر استحمامها بينما يكون (روني) في عمله بعيداً عن البيت؟ أهي خادمة؟ إن قلبي ليرتجف رعباً عندما أتصور إحدى الخادمات تزجر ابنتي في خشونة وعنف. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>