للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتاقت روحها إلى حياة الماضي، إلى العزلة والانطواء على النفس. إنها تود أن تفرغ من جديد لآلامها وآمالها تحتضنها وتمنحها دفء قلبها كما يحتضن الطائر فراخه الصغار.

وظلت تفكر وتحلم حتى باغتها النوم مرة أخرى.

ولم تستيقظ إلا قبيل الضحى. . .

وتأملت وجهها في المرآة فراعها انتفاخ عينيها واحمرارهما والألم الممض الذي تنطق به قسمات وجهها. ذلك الألم الذي ظنت إنها قد قطعت بينه وبينها كل السبل.

وتنفست هواء الصباح في ارتياح كأن ثقلا قد انزاح عن صدرها. . وكانت تحس - للمرة الأولى منذ مرضها - بما يحس التائه في الصحراء عندما تلوح له معالم العمران من بعيد.

(شبرا، مصر)

نصري عطا الله سوسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>