للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بقي مدير الفرقة وهو الشيخ الخامس المتمم لأعضاء لجنة القراءة، وهو ما فتئ يقول للمجلات الأسبوعية إن فرقته ستصل إلى مستوى الكمال بعد حين، وأنه سيبني لها مسرحاً من المال المدخر، وأن الأدباء لا يوالونه بالتعضيد لأغراض ذاتية، وأن الصحافة لا تأخذ بناصره قبل أخذ ما بخزانته

لم يتيسر لي حضور تمثيل رواية (طبيب المعجزات) والذي أعرفه عنها، وقد قرأتها قبل عرضها على لجنة القراءة، أنها تدور حول شاب طبيب انقطع إلى البحوث العلمية فهداه علمه وتجاريبه إلى استنباط إكسير يطيل الحياة ويقضي على الموت. تفرح الأمة والحكومة، وتفرح حماته أيضاً بهذا الاختراع الذي أنقذ البشرية من الموت المكروه، ورفع مقام صهرها إلى مصاف الخالدين بتخليده الحياة

تجمع الأمة والحكومة على تكريمه، ثم لا يلبث الحال أن ينقلب عليه لفساد جميع النظم الاجتماعية وتغير الأوضاع وتساوي الحياة فيثور الناس على المخترع المسكين فيعمد إلى قواريره فيكسرها وإلى عقاقيره فيفسدها ليعيد العالم سيرته الطبيعية

وبهذه المناسبة أقول لحضرات أعضاء لجنة القراءة: إن قراءة الرواية شيء يختلف جد الاختلاف عن مشاهدتها تلبس ثياب الحياة على المسرح، وأن لا محيد للقارئ عن خصائص فنية مكتسبة وموهوبة تجعل حكمه غير مقتصر على الخلق والاجتماع واللغة فقط

ابن عساكر

<<  <  ج:
ص:  >  >>