وانين في التنقيب والبحث في كتب اللغة عن كل كلمة في مظانها ووضعنا تحت عين التلميذ نماذج من جيد الانشاء، مبثوثة في تضاعيف القصة، مفرقة في حواشي الكلام ليسهل على التلميذ تناولها من غير أن يشعر بسأم المتعلم؛ فلا يكاد يأني على القصة حتى يكون قد اجتمع له من فصيح الكلام قدر يعنيه على تجويد المحادثة والإنشاء
(٢) - وأن تكون وسيلة الى تهذيب الطفل؛ لذلك عنينا بأن يكون موضوع قصصنا غير بعيد من جو التلميذ، بحيث يسهل عليه تصوره ومتابعته بخياله، وبحيث يتهيأ له أن يعرف الطريق الى الرجولة الفاضلة من غير أن يلتوي عليه السبيل
(٣) - وأن تكون وسيلة الى تسليته؛ ولهذا حاولنا ما استطعنا أن نجعلها جذابة في كل شيء؛ صغيرة الحجم، يستطيع الطفل أن يضعها في جيبه ليقرأ فيها متى وأنى شاء، مشكولة، ليمكن التلاميذ قراءتها بغير معاناة؛ جميلة مصورة، زاهية اللون، لتدعو الطفل إليها بمنظرها الجميل، كما جعلناها رخيصة الثمن، ليكون في طاقة كل تلميذ أن يحصل عليها، طيبين نفساً بما نبذل من وقت ومال وراحة في سبيل الغرض الذي ننشده؛ فان أفلحنا في الوصول إليه فذاك حسبنا، وإلا فإننا ماضون في طريقنا دائبون على تكميل كل نقص نراه أو يلفتنا إليه الناصحون)
وقد نشر الأساتذة الفضلاء قصتهم الطفلية الأولى وهي (مُدمس أكسفورد) تقع في ٥٤ صحيفة، مشكولة كلها بالشكل الكامل. وموضوعها جذاب طلي. يصل بنفسه الى أعماق نفس التلميذ، ويجمع له بين القراءة والتفصح والتهذيب ويرمي بهمته الى بعيد، ويسمو بعواطفه الى أعلى
وقد ختمت هذه القصة باستخراج سبعة موضوعات إنشائية منها، مبينة في آخرها، ليكتب فيها التلميذ الصغير؛ فكانت القصة بذلك جامعة بين القراءة والكتابة، محققة لأغراض الأساتذة المعلمين