والغناء، كما حدثتهم عن لؤم النفس ومساوئها، ومظاهر خستها وانحطاطها؛ وقد فعلت ذلك متمتعاً بحرية القول التي خولتني إياها الهيأة الاجتماعية، وكان رائدي دائماً الإصلاح، والإصلاح لا غير.
فقاطعه نكير قائلا: قلت لك لا تحاول أن تضللنا، إنك منهم بتفرقة الأبناء عن الآباء، وبإيقاع الشقاق بين أسرة وأخرى، وحي وآخر، وجماعات وجماعات، هذا والله وحده يعلم ما ستسفر عنه كتبك من شرور في الأجيال القادمة.
والتفت إلى منكر قائلا للمرة الثالثة: اضرب وافهمه بأنه لا زال في دون التحقيق!. .
وانهال منكر على الأديب بالهراوة، وهذا ينقلب على نفسه، ويعول مستنجداً ولكن دون جدوى.
وهنا تدخل نكير وأشار على منكر بإيقاف الضرب منبهاً إياه إلى أن الساعة بلغت الثانية بعد منتصف الليل، ثم التفت إلى المرحوم الأديب وقال له: نكتفي بهذا القدر هذه الليلة، وانتظر قدومنا غداً عند منتصف الليل أيضاً فلنا معك حساب بصدد مجموعة قصصك المسماة) المدينة الشقية - وقصص أخرى) ثم إننا سنوالي زياراتنا إليك في ثلاث عشرة ليلة على التوالي لنبحث معك في كل ليلة آثام كل كتاب على حدة. . فإلى الغد أيها المتهم.
وعاد الملكان الكريمان في منتصف الليلة الثانية إلى قبر الأديب ولكن لشد ما أدهشهما أنهما وجدا القبر خاوياً!. .