فانتحى به الطبيب جانبا (وحدثه بما يجري وأفهمه بأنه اضطر إلى صفعه ليعيد إليه شعوره، فشكره السيد سليم على حسن صنيعه هذا.
وبعد مضي شهر تقريبا على هذا الحادث التقى السيد سليم في أحد الشوارع بجماعة من الناس ملتفين حول رجل مستلقي على الأرض وهو في غيبوبة تامة. . وتدل ألبسة الرجل على أنه من المتعطلين الفقراء، كما تدل صحته على أنه من المحتاجين الجائعين.
فشق السيد سليم طريقه بين الجمع وهو يصرخ: ابعدوا عنه ابعدوا فعلاج هذا الرجل عندي! ثم تقدم من الرجل البائس ورفعه عن الأرض قليلا وأسند رأسه إلى الحائط وأخذ يصفعه على وجهه بشدة. . وما هي إلا ثوان حتى شهق البائس شهقة وأسلم الروح!
فنهض السيد سليم وشق طريقه بين الناس المشدوهين وصرخ فيهم قائلا: أتريدون مني أن أحيي الموتى؟!