الخط الحديدي، وكانت الجثة شديدة الشبه بستافري فحملها القرويون على أنها ستافري نفسه، وأكدت زوجته بأنها جثة زوجها وقد عرفته من علامات فارقة.
وهكذا انقلب حزن القرية إلى فرح، وأنزل اللواء الأسود عن باب بيت ستافري، وعم السرور الجميع، فصاروا يفدون إلى بيته مهنئين مرحبين بعد أن أتوه بالأمس مواسين معزين.
وظلت قصة ستافري هذه مدار حديث القرية بل جزيرة قبرص بأسرها مدة من الزمن وقد نسوها الآن أو كادوا ينسونها.
أما ستافري وأسرته فلم ينسوا الحادث وهم لا يزالون حتى يومنا هذا يعالجون ذيوله، فهم لا يدرون من هو هذا الشخص الذي يرقد في قبر أسرتهم على أنه أحد أفرادها!. وهم لا يدرون لماذا لم يأت أحد يطلب جثة القتيل.
وأخيرا رفع ستافري قضية في المحاكم على أسرة مجهولة لقتيل مجهول يطلب فيها تعويضا بسبعين جنيها هي ثمن ألبسة ستافري الجديدة التي ترقد فيها الجثة المجهولة الهوية، وهيأيضاً نفقات جنازتها وما تبع ذلك من تضييقات وتوزيع مال على الفقراء.
وقد أصدرت المحكمة حكما في صالح ستافري فسيجري تنفيذه فور ظهور أسرة القتيل الغريب.
غير أن هذه الأسرة لم تظهر بعد!.
- ٢ -
السيد سليم شخص دنيوي، يسهر الليالي ويجلس إلى المائدة الخضراء ويعاقر بنت الحان، ويماجن دون أن يعرف لهذه المماجنة حدا.
وفي صباح أحد الأيام وبينما كان السيد سليم في دائرته يقوم بأعباء وظيفته أحس بدوار شديد فحمله زملاؤه وأرقدوه على المتكأ فغاب عن الوجود إلى أن جاء الطبيب. وبعد أن فحصه قال، لقد عرفت كنه مرضه. فقيل له: وما هو؟ قال: انخفاض في ضربات القلب ناتج عن قلة النوم والإكثار من شرب الخمرة.
فقيل له: وكيف تعالجون هذه الحالة. فأجاب الطبيب هاكم العلاج: وصفع السيد سليم بضع صفعات على وجهه، وإذا به يثب متنمرا (قائلا): أين أنا؟. وما لكم مجتمعين حولي؟. . وما