للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صفحة الماء، وكانت تزداد كبراً، كلما ازدادت منهم قرباًن ولقد تبين فيها حراس المرفأ سفينة صغيرة، (للقراصنة) فبذلوا جهدهم لأبعادها عن الشاطئ، ووزع الضباط رجالهم على الساحل، ليتبادلوا الحراسة طول الليل، وكذلك فعل رجال القوافل الذين كانوا في انتظار السفينة لتقلهم إلى الشاطئ الإسباني عندما علموا أن المركب (للقراصنة) وأنهم سينالون منهم لا محالة. . .

وقد أمر التاجر رجاله أن ينظموا خطط الدفاع والمقاومة، وان يتبادلوا مع إدريس المشورة والحراسة، وكان الظلام قد أسدل ستراً كثيفاً على الخيام، ولف الكون هدوء شامل، عندما فوجئ القوم بضجة وجلبة على الشاطئ، وعلموا أن القراصنة أقرب إليهم من حبل الوريد، فقد أرسوا سفينتهم، ونزلوا إلى الأرض في مكان لم يقدر الحراس أنهم يستطيعون النزول فيه فأهملوا حراسته.

كان إدريس قد غادر موضعه إلى ظاهر الخيام ليقضي حاجته، وترك رفاقه يحرسون المتاع، وقد أخذوا الأهبة وأتموا الاستعداد، ولكن القراصنة كانوا حريصين على أن يصلوا إلى أغراضهم عن طريق الحيلة من غير أن يستعملوا سلاحاً، أو يريقوا دماء؛ فهم يعلمون أن المسافرين يكثرون من الأتباع لحراستهم ومرافقتهم، وأن هؤلاء الأتباع يستهويهم المال، فنادى رئيس القراصنة وقائدهم قائلاً:

- أيها الحراس! يا من ترافقون القوافل من أجل المال! إني أعدكم أننا سنشاطركم متاع هؤلاء التجار إن أنتم ألقيتم السلاح وعاونتمونا في حزم وحمل الأمتعة إلى الشاطئ وسنتحملكم على سفينتنا إلى حيث تريدون.

(يتبع)

وهبي إسماعيل حقي

عضو البعثة الألبانية بالأزهر الشريف

<<  <  ج:
ص:  >  >>