وأحب أن ألفت الذهن إلى أن الشيوخ كذلك قضت عليهم الزمانه، وقتلهم حب الظهور، فاكتفوا من الأدب بطنين اللقب وناموا إلى ذلك. ولا يعنيهم - حين يكتبون - أصابوا أم خابوا، ما دام لهم شهرة، ولقلمهم رواج
إبراهيم علي أبو الخشب
إلى الأب أنستاس الكرملي
بمناسبة ما سجله العلامة الفاضل الأب أنستاس الكرملي بمجلة (الرسالة) العدد (٤٦٤) عن كلمة (المطمورة) العربية الخالصة يجدر بنا أن نقول: إن استعمال هذه الكلمة لم يختص به أهل العراق فحسب، وإنما ينطق بها أهل السودان أيضاً
وأهل السودان لا يعنون بها (ما يتخذ لحفظ الطعام إن كان على وجه الأرض أو كان على خارجها)، كما يفعل أهل العراق، وإنما يقصدون بها إلى المعنى الذي نصت عليه قواميس اللغة وهو:(المطمورة: حفرة يطمر فيها الطعام: أي يخبأ (ج) مطامير)
أما ما يتخذ لحفظ الطعام خارج الأرض، أو ما يكاد يعبر عنه قول الأب الفاضل:(أما إذا كان فوق الصعيد، فإن أصحابه يجعلونه جرة عظيمة، ثم يسنمونها على هيئة مخروط ثم يسيفونها ويصمدونها حتى إذا نزلت بها نوائب الجو من مطر وبرد وثلج ورياح قاومتها أحسن مقاومة، ودفعت أضرارها إلى أحسن الوجوه)؛ فإن أهالي السودان يعبرون عنه بكلمة (السِّوَيبهْ)
وعلى ذكر هذه الكلمة (السوبيه)، نتقدم بها إلى الأب الفاضل راجين منه أن يتفضل ويرشدنا: هل لهذه الكلمة أصل في اللغة العربية بما يفيد هذا المعنى الذي يقصد إليه بها أهل السودان، أو ما يقرب منه؟