للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

العاطفية. ولكن المخرج كان يعلم أن أنور ليس بالممثل العاطفي، فجعل كل مواقف النجوى بينه وبين صباح أقرب إلى الفكاهة وحسناً فعل، فقد نجحت تلك المواقف وخاصة عند لقائهما على شاطئ النيل وفي البيت حين ظنته سارقاً. والحقيقة أن أنور يجيد تمثيل دور العاشق العابث، أما العاشق الجدي الذي كان جديراً أن يسند إليه هذا الدور فلم تعثر عليه السينما المصرية بعد.

سليمان بك نجيب - قام بدور - (شوكت بك) وكان عليه أن يكون ضعيفاً مستسلماً في أول الفيلم فكان الضعيف المستسلم ثم كان عليه أن يثور في آخر الفيلم فثار وهنا. وهنا فقط ظهرت موهبته. ميمي شكيب - قامت بدور (ملك هانم) وهو دورها الذي تجيد تمثيله من غير شك. فردوس محمد - قامت بدور (الدادة) فأدته على أكمل وجه، أما محمد كامل وإسماعيل يس وعبد الحميد زكي وعبد النبي محمد (فريق الخدم) فكانوا موفقين كل التوفيق. يحيى مراد - نجم جديد ظهر في بعض الأفلام ولكنه في هذا الفيلم أثبت موهبته على الرغم من قصر دوره. الضوء، والصوت، والمناظر. لا بأس. .

الإخراج: لم يخل الإخراج من بعض الهنات كان من الممكن تلافيها مثال ذلك: مهاجمة العصابة للسيارة من غير أن يحاولوا الاستخفاء حتى على النظارة، والمغالاة في معاملة ملك ومنى لسعاد (والعريس) الذي جاء لخطبة سعاد على صورة مشبعة بالافتعال وموقف سعاد وهي تنتظر والدادة. وإجادة سعاد للرقص مع أنها ترقص لأول مرة، وموقف سعاد من رؤوف في نهاية الفيلم، وليس بمعقول أن تخدع فتاة - مهما كانت سذاجتها بشاب أنيق مثل رؤوف بأنه (غلبان ومسكين ومش لاقي ياكل). وعلى الرغم من هذه الملاحظات فقد قفز بركات بفن الإخراج قفزة موفقة نهنئه عليها.

أما بعد، فإذا كانت السينما في مصر لم تزل موسوعة يحوي الفيلم الواحد مواقف متعددة. درامية وكوميدية ورقصاً واستعراضاً وغير ذلك فإن مخرج هذا الفيلم قد نجح في المزج بين هذه الأشياء وفي نفس الوقت عالج مشاكل اجتماعية لها خطرها في أسلوب رائق متجدد خال من الافتعال والتكلف والحشو، ولا يسعني إزاء هذا المجهود إلا أن أهنئ آسيا وأتمنى لبركات ولجميع من اشتركوا في الفيلم اطراد التقدم.

عبد الفتاح متولي غين

<<  <  ج:
ص:  >  >>