التسمم والمصل في علاج الملدوغين). ونحن نتقدم بجزيل الثناء للدكتور المؤلف على مجهوده المحمود.
وأقدم للقارئ بعد ذلك تلك القصة المعربة وهي (ابنة استريا) وتقع في جزأين، ولقد نشرت تباعاً في جريدة الأهرام ومعربها هو الأستاذ محمد عبد الفتاح إبراهيم، أما مؤلفها فهو الروائي الإنكليزي الذائع الصيت فيلبس اوبنهايم، صاحب الروايات المحبوبة عند جمهور القراء في الإمبراطورية البريطانية، وليس لدى الأصل الإنكليزي حتى أستطيع أن أحكم على ما إذا كان التعريب جيداً، غير أني أجد في جودة العبارة وسلامتها من الركاكة ما يرجح عندي هذا، أما موضوع القصة فموضوع غرامي ساحر ملئ بكثير من المواقف المدهشة والأوصاف الساحرة. (كتبه اوبنهايم بعد أن زار جزيرة (استريا) وسط المحيط الجنوبي وسمع القصة بأذنيه).
يبقى الكتاب الأخير (ظلال القمر) وهو ديوان صغير الحجم يقع في نحو تسعين صفحة للأديب أحمد مخيمر، مطبوع طبعاً أنيقاً على ورق جيد، ومحلى بعدة صور ريفية بديعة.
وتدور معظم قصائده على وصف المناظر الريفية، وهي نزعة أحمدها للشاعر الفاضل فقد تناول البيئة المصرية المحبوبة، ولم يجر كغيره وراء أخيلة وصور لا تمت إلينا بصلة، ولذلك تلمس في شعره الروح القروية الرقيقة. وكثير من قصائده في القمر والحقول يقنعك بأن الشاعر لا يعرف التكلف، وحبذا لو اتجه شعراؤنا إلى الريف المصري فوصفوا جماله واستلهموا سحره، واستوحوا صفاءه وبهجته. ولكني إذ أغتبط بنزعة الشاعر من حيث الموضوع أقرر مع الأسف أنه كثيراً ما يسف في شعره إسفافاً قد يقربه به من الابتذال، ولكنه يسمو أحياناً سمواً يبشر بأنه مع الصبر والتجويد قد يأتي في المستقبل بما يجعل منه شاعراً مصري الروح والعاطفة.