للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ذاتها. فإذا كان من يختار سليم الذوق طليعاً في فنه، جاءت مختاراته على قدر منزلته، وهذه النصوص التي أحدثك عنها تدل على ذوق وفن عظيمين.

وتجد ثالث تلك الكتب من نوع سابقه فهو عبارة عن مختارات من النظم والنثر، غير أنه يختلف عنه في طريقته، فلم يراع فيه ترتيب ولا تبويب، كما لم ينظر فيه إلى درس أو غاية فنية اللهم إلا الاستمتاع والغداء العقلي الذي يستمد من الآثار الأدبية عامة أياً كان شكلها أو موضوعها، وإنك لتجد فيه المقالة المعربة إلى جانب القطعة المختارة، إلى جانب الترجمة لشاعر أو كاتب، إلى قطع شعرية قديمة وحديثة متناثرة هنا وهناك دون أن تستطيع أن تعرف السر في اختيارها، اللهم إلا أنها قد أعجبت مختاريها، وبينما تجد بعض القطع منسوبة إلى أصحابها من أعلام الشعراء والكتاب تجد غيرها غفلا من كل إشارة، وتكاد لا تساوي شيئاً في معناها أو في أسلوبها. لذلك يحق لي أن أعتب في رفق على الأديبين المختارين عدم تنظيم

كتابهما، فان فيه الكثير من التحف الأدبية لو أنها عرضت بطريقة منظمة لكان ذلك أجمل وأدعى إلى الاستمتاع والانتفاع.

أما كتاب الثعابين فهو بحث يتناول الثعابين عامة والأنواع المصرية منها خاصة، قام بتأليفه أستاذ متخصص في علم الحيوان هو الدكتور حسين فرج زين الدين، وإن اختيار المؤلف الفاضل لهذا الموضوع الذي لم يسبقه إليه غيره في اللغة العربية، لدليل واضح يضاف إلى كثير غيره من الأدلة على مجاراة المصرين غيرهم من أمم الغرب في التخصص العلمي، وتناول المسائل العلمية على أمثل الطرق، والكتاب مملوء بالصور الدقيقة لأنواع الثعابين، والمصري منها خاصة، ولن أجد في وصفه أحسن مما قاله في مقدمته الفريق الدكتور أمين باشا المعلوف (قرأت الكتاب من أوله إلى أخره فوجدته مكتوباً بلغة علمية فصيحة، وأسلوب علمي سهل المنال، مما يثبت أن اللغة العربية غير قاصرة عن التعبير العلمي لمن أراده. هذا من جهة اللغة، أما العلم فقد بحث المؤلف الثعابين بحثاً وافياً ولا سيما ما كان منها في مصر وما جاورها وذكر أسمائها العربية الفصيحة والعامية، وإذا لم يجد لها اسماً فصيحاً ذكر الاسم العامي. وبحث في الحيات والإنسان وأنواع الحيات وأشكالها بوجه عام ثم بحث في تشريحها. . . الخ ثم بحث في السم وأنواعه وأعراض

<<  <  ج:
ص:  >  >>