للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبناءهن لأب ثانِ غريب عنهم. ولكنك أجلستني تجاهك منذ لحظة على مقعد أبي المرحوم فأدركت أنك تريدين أن تقولي لي: املأ محل أبيك يابني فقد آن لك أن تشغله وتواجه أختك وأخاك العزيزين وأمك التي تحبك، ولكن إن شغل مكان أبي ذلك الأب الذكي الطيب، فذلك ما ليس في وسعى ولكن أعاهدك أن أبذل له جهدي. وهنا تمثل لمدام (ليجيه) أنها كانت ستحطم قلب أبنها النبيل لو أنها انقادت لهواها الذي بدأت تشعر به نحو (شارل).

وفي هذه اللحظة وبينما (مدام ليجيه) تضطرب بين الماضي والحاضر، وتترجح بين تيارين طاغيين. تيار جارف عنيف من حب امرأة صبية حسناء، وآخر هادئ عميق من عطف أم رؤوم، إذا برنين الجرس ينتزعها من ذراعي ابنها الذي كانت تحتضنه وتضمه إلى صدرها بحرارة وشوق. .

لم تكن مخدوعة فقد جاءها الخادم بعد ثوان يطلب الإذن لموسيو جورج الخاطب الجديد، فأبدى ابنها (شارل) حركة مفاجئة أراد معها الانسحاب من قاعة الاستقبال ولكن الأم فهمت منه هذه الحركة فقالت في كبرياء ممزوجة بألم:

إبق مكانك يا (شارل) ثم التفتت إلى الخادم وتقول:

- قل لموسيو (جورج فوكولت) إنه من المستحيل على مواجهته هذه الساعة وسأكتب له جوابي كتابة. . .

وحين انفردت بابنها راحت تعانقه في لهفة وابتهاج ثم قالت: أبداً لن أتزوج يا شارل العزيز. أبداً لن أثقل عليك بأب يؤلم نفسك ويجرح قلبك. لن أرضى أن تتألم أنت كي أسعد أنا. إنك حسبي من دنياي يا بني وأظن أني حسبك أيضاً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>