للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هل هذا جمهور طرب أو جمهور مظاهرات؟!

وأحسب أن هذه عادة تقليدية صرفة لا علاقة لها بالحس، لأن الجمهور المجتمع حول آلة الراديو هو من نفس الجمهور الذي يستمع إلى المغني مباشرة ولكنه لا يجاريه في تهليله وصراخه، وقد يستنكر منه هذا العمل

فالفارق بينهما أن هذا قد ألف هذه العادة عندما يحتويه مع المغني مكان أو مسرح، في حين أن الآخر لم يألف ذلك حين يستمع إلى الميكروفون

وأنا لا أنكر أن العامل في ذلك عامل فسيولوجي له أثره، ولكن هذا الصراخ والأنين والتهريج ليس لها من مصدر غير اعتلال الذوق وعدم القدرة على ضبط النفس والأنانية. ويكفي مصداقاً لذلك أن نفكر في أن أمثال هؤلاء يسيئون إلى كل من معهم وقد يسيئون إلى آلاف أو ملايين المستمعين إلى الراديو، كما أنهم يسيئون إلى المغني نفسه فوق إساءتهم إلى أنفسهم بتعريضهم لمثل هذا اللوم

فلم عن قناة السويس

أشرنا في العدد الماضي إلى ما تفعله بعض الحكومات إزاء الأشرطة السينمائية التي تخرج عن بلادها، وقد ضربنا مثلاً بتركيا واليابان حين علمتا باعتزام بعض الشركات إخراج أفلام تسئ إليهما فتدخلتا لدى الشركات تدخلا أدى إلى احترام هذا الحق

وقد حمل إلينا البريد منذ أيام نبأ اعتزام المخرج المعروف داربل زانواك إخراج فلم باسم (السويس) يدور حول شق قناتها وحوادثها التاريخية. ولقد قيل إن مشروع الفلم على وشك البدء في التنفيذ فقد رصد له ميزانية قدرها مليونان من الدولارات وفوتح الممثل المعروف جورج أرليس للقيام بشخصية دزرائيلي والممثلة الفرنسية سيمون للقيام بشخصية الإمبراطورة أوجيني

فلعل حكومتنا تفعل مثل الحكومات الأخرى فتطلب ضماناً لرعاية كرامتنا في هذا الموضوع الذي يخصنا. ومثل هذا التدخل يفيد ولا يأتي بضرر وخاصة أن الفلم ضخم وتأثيره تابع لهذه الضخامة

<<  <  ج:
ص:  >  >>