جنيه للرواية الموضوعة يرضي الأديب ويجعله ينقطع طول السنة إلى كتابة روايته. والرواية التي يكتبها الكاتب الكبير تحمل على كل حال الشيء الغزير من أدبه الخاص واطلاعه العام، والمران على كتابة الرواية يبعثه مرة بعد مرة على الإجادة والإبداع. وقد ذكر لي حادثة أدبية من هذا النوع حدثت في فرنسا قام بها مدير (الكوميدي فرانسيز) مع الكاتب المعروف أندريه مورياك وقال مستدركاً: صحيح أن الخصائص الفنية الأساسية لم تتوفر كلها في رواية مورياك التجريبية ولكنها ستتوفر كلها في الرواية التالية ولا شك. وقال أيضاً: يجب ألا يحول مثل هذا التكليف دون إغراء الشباب الناشئ على محاولة كتابة الرواية واشترط لذلك إيجاد العزيمة عند مدير الفرقة وأن يكون حسن الظن بالكاتب المصري وبالشباب المصري أيضاً.
الرأي وجيه سديد، ولكن لابد أولاً من تطهير الفرقة من النكبات المحيقة بها، وغسل السخائم المتأكسدة في أذهان القائمين على إدارتها، وتفهيمها أن المؤلف هو روح الفرقة، وأن البلد بأدبه وأدبائه في ألف خير، وأن إنفاق ثلاثمائة جنيه أو أربعمائة على المؤلف المصري من ميزانية قدرها خمسة عشر ألفاً ليس كثيراً على من صدقت نيته في إنهاض المسرح المصري على قواعد قوية من التأليف والتمثيل.
ابن عساكر
عاصفة فوق مصر
أخرج الأستاذ عصام الدين حفني ناصف هذه القصة الاجتماعية، وهي الأولى من نوعها في اللغة العربية، فليس موضوعها من المواضيع التي ألفنا قراءتها في مؤلفات كتابنا، بل هو موضوع خطير يتناول صميم الحياة المصرية وصميم الحياة الإنسانية عموماً. هو موضوع العلاقة بين الفلاح الأجير والمالك صاحب الأرض. وهو يكشف في هذه القصة عن الطرق التي تلجأ إليها الدوائر الزراعية لحرمان الفلاحين حقوقهم ويبرز في جلاء ووضوح فضائل الفلاح المصري ويذود عنه التهم التي يرميه بها الآخرون.
وهي مطبوعة طبعاً متقناً في ١٣٠ صفحة وثمنها ٢٠ مليماً فقط، فنتمنى لها الرواج.