للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فخذيه، ورأسه ساقط على صدره، وعيناه مغمضتان، وجبينه مقطب، كان الألم ينهش فؤاده فينعكس على صفحة وجهه!

فصمتت (مترونا) على مضض. . . وقالت سيمون في صوت شاع فيه الرجاء والأمل: ألا تحبين الله يا مترونا؟!.)

فما سمعت (مترونا) هذه الكلمات، وألقت طرفها ثانية إلى (الصاحب الغريب) حتى فاض قلبها إيمانا. . . وراحت الرحمة تدب في نفسها. . . وأخذ الحنان والعطف يهز فؤادها. . .!

فذهبت إلى (التنور) وأتت بالطعام. . . ووضعت قدحا على المائدة وصبت فيه بعض الشراب الساخن ثم أحضرت قطعة الخبز من مخبئها ومعها سكينان وملعقتان. . . وقالت في صوت يفيض عطفا. تفضل فتناول بعض الطعام. . .!

وأدنى سيمون المائدة من صاحبه. وفتت الخبز ووضعه في المرق وراحا يأكلان. . وجلست مترونا في جانب من المائدة! ترقب الضيف في نظرات فاحصة. فزاد عطفها عليه ورأفتها به.

وحينئذ أشرق وجه (الغريب) وأضاء. فكأنه البدر يرفل في هالة بالسماء. . ورفع عينيه النجلاوين إلى (مترونا) ونظر أليها نظرة وديعة. وافتر ثغره عن ابتسامة حلوة عذبة. . .

(يتبع)

مصطفى جميل مرسى

<<  <  ج:
ص:  >  >>