للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- فكر في هذا الأمر المشين بك يا عزيزي، واطرح عنك هذه الغيرة العمياء التي نغصت علينا صفونا وراحتنا. وإذا كنت تعتقد أنك بحبسك لي بين جدران منزلك تمنعني من اللهو والعبث مع غيرك، وتحول بيني وبين تحقيق رغباتي، فأنت جد مخطئ في ذلك يا زوجي العزيز، لأن المرأة كما تعلم لا يقف أمامها أي حائل، ولا يمكن لأي مخلوق مهما كان، أن يعترض سبيلها إذا هي أرادت ذلك بمحض مشيئتها ورغبتها. . .

فلما سمع الزوج ذلك تأثر لكلامها، وأحس بالحسرة والندم على ما فعل، ثم أبعد هذه الغيرة التي سببت له كل هذا التعب والعناء! وفي الوقت الذي كان يجب عليه فيه أن يغار عليها، ويشدد في مراقبته لها، نراه قد أهمل هذا الأمر إهمالاً تاماً وترك حبل الأمور على غاربها! وزيادة على ذلك فقد صرح لها بالخروج في أي يوم تشاء، وفي أية ساعة ترغب، ولم يعد يهتم كثيراً بغيابها عن المنزل أو عدم غيابها! فلما نالت الزوجة حريتها، واطمأنت إلى عدم شك زوجها في وفائها، تمادت في غيها وأوغلت في ضلالتها، واصبح حبيبها فلبو يقابلها مرة أو مرتين في اليوم. فإذا تصادف وحضر زوجها في أثناء وجوده فسرعان ما يفر إلى مسكنه عن طريق سطح منزله دون أن يدري به أحد، أو يعلم بأمره إنسان!

وهكذا ظل العاشقان يرتشفان معاً كؤوس الهوى حتى الثمالة بعد أن أفلحت الزوجة في خطتها، ونجحت في الانتقام من زوجها!

إسكندرية

محمد اللطيف حسن

<<  <  ج:
ص:  >  >>