تقضي الليل، وآذن الفجر أن يولد، واستهل صراخ الوليد عن ضجيج الناس وحركتهم.
واستيقظت الدنيا. واتسع الأفق وأضاء. وطلى الضوء كل شيء. . صبغه بلون الحياة والرضى والأمل. اللون البهيج.
وآن لقلبي أن يتنهد بعد امتداد بكائه
وألقى إلى صاحبه خطاب. وفضضته. وتسلسلت أمام عيني كتاباتها. واتسعت حدقتهما والتهمتا الكلمات حرفا حرفا.
كل جملة تكون معنى قائما.
كل كلمة تبرز تعبيرات شتى. . تمثل ضميرها ثم تطبعه على الورق، فيكاد المداد الأسود يضئ.
كل لفظ يستشف معه ضراوة البعد وصرامة الشوق، واستبداد الألم.
ويزدحم صدري بالمعاني الواردة ويصيغ مادة التأويل والمفكك.
والكتاب، أوله حتى آخره صورة خلجات نفس هالعة، والهلع موزع في معانيه كلمة كلمة، مرتسم عليها جملة جملة. وأول نظرة ألقيتها عليه أكدت أنه عمل روح جازع.
ليس به تاريخ ليس به عنوان ليس به إشارة إلى لقاء فأستند وأضع لهذه البلبلة حداً.
وزاد الغموض، أن بعض الكلمات أزيلت. لم يكتب شيء مكانها، فارتبك بناء الجمل والمعاني. وتكبدت في حل تلك الرموز البالية العناء.
قالت: سأحضر، انتظرني!
وانتظرت حتى أودي الصبر. وانسلخت أربعة أسابيع وأيام. . هل بررت؟!
وأصحب قلبي بعد طول المهلة إلى نافذتها. وأظل تحتها ساعة أو ما يعادلها، فلا أرى الطلعة السمحة.
ضللت معها وأبعدت
أقدمت أسير في صحراء قفراء. . أقطع الفيافي والمسافات، فإذا تركتها، وحللت من ذكراها في واحة نارية.
أقدمت على النار، وأنا أعلم أنها ليست النور ولا الدفء وأقدمت!!
أحمد عبد القادر الصاوي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute