صاحبه على جناحي الخيال إلى تلك المعيشة التي لا تحد - من الإنسان في الله، إلى الله في الإنسان
فهو مع الحياة في سلم أبدي، لأن الحياة طاهرة الجوهر، لا تتمخض بالسوء؛ وهب أنها تمخضت بسوء - كما تراه مداركنا - فهذا السوء سوء عندنا، وليس بسوء عند الحياة، الحياة التي تسعى وراء تحقيق غايتها، وإنما الأجدر بنا أن نؤلف بين غايتنا وغاية الحياة، لأن السعادة التامة الكاملة، إنما تتم في هذه الألفة! وأنى لنا أن ندرك سبل الحياة وغايتها؟
- ستدرك كل ذلك - أيها الإنسان عندما تصبح إلهاً!
(ما أشفق الحياة على بناتها وعلى أبنائها، فلا تضع في حدقتي مخلوق من نورها أكثر مما يحتاجه ذلك المخلوق ليستدل على طريقه. ولا تودع ساقيه من قوتها أكثر مما يلزمه لقطع المسافة التي تخطها له) والإنسان خلال ذلك مزهو بكبريائه، تسول له ذاته أن يكون رب نفسه، والحياة تشفق على هذه الربوبية الضعيفة وتحضنها كالأم التي تحضن ولدها العاق المتألم