للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لحل المشكلة التي تركت الإنسان عليها الآن، وهذه البذور تكمن في التصوف العلمي وفي النزعة الإنسانية التي أخذت تذيع في الناس بانتشار الفكر العلمي. وفي هذه المقدمة التي عرضنا لك موجزاً لخطوطها الأساسية، تفكير سليم، ومنطق حصيف، لاشك أنه وليد ذهنية صافية أرهفها للتزود من المسائل العلمية الدقيقة وصقلها التمرن على البحوث العلمية، ولهذا جاءت طابعاً وحدها بين العقول العلمية التي تشتغل في الحقل العلمي في العالم الناطق بالعربية.

على أن لنا ملاحظة على استعمال عبارة (المذهب البشري) ناظرة إلى كلمة الإفرنجية. ذلك أننا نعرف أن لفظة تفيد اصطلاحياً الآداب اليونانية واللاتينية لتفشي النزعة الإنسانية فيها (بمعنى الرجوع إلى الإنسان لا إلى الله أو الغيب). وأظن أن صديقنا الأستاذ إسماعيل مظهر نبه إلى ذلك في النقد الذي كتبه لكتاب (البراجتزم) للأستاذ يعقوب قام في المقتطف لأعوام خلت. وفيما عدا ذلك فاللغة مثال اللغة العلمية الواضحة القائمة على التدقيق.

وبالرغم من المآخذ التي أخذناها، وهي لا تنقص من قيمة الجهد الكبير المبذول في هذا الكتاب، فانه يمكن بكل اطمئنان القول بأن هذا الكتاب من خيرة الكتب التي ظفرت بها المكتبة العلمية العربية، وهو كتاب لا يستغني عنه العالم ولا المنشئ ولا الأديب. فالكل يجد فيها ما يفيده، وهو بالتالي موضع الثناء والتقدير. وأظن أن أدباء العربية - خصوصاً الذين لا يعرفون لغة أجنبية، أو ليست لهم ثقافة علمية - بتزودهم من الحقائق التي بهذا الكتاب، سيعلمون على التغلب على عنصر الضعف العلمي الملحوظ على أدبهم، والذي سبقهم إلى التغلب عليه أدباء الغرب.

(الإسكندرية)

إسماعيل أدهم

١

١

<<  <  ج:
ص:  >  >>