قالت: علام تنهداتك في (سكونك) يا حبيبي؟ ... هل أنت في فردوس حبك حامل عبء
الغريب
وفي (ثورة الجدول) يقول:
(سكنت) إلية (سكون) المصلي ... أمام جلالة محرابه
يعانق نور الجلال البعيد ... وينسى الرغائب في بابه
وفي (موت فنان) يقول:
أأنت يا (صامتاً) تؤوب ... أيامه للمدى البعيد
ويقول:
(أصمتك) الموحش الكئيب ... يا هاتف الأمس سخرية
بعالم مغرم يذوب ... على ترانيم أغنية؟
ويقول:
قد خفت في (صمتك) المنون ... بروحك الحية الصدى!
إلى غير هذه الإشارات والتعبير والصور التي تنوه بالصمت وترسم السكون في لوحات موحشة وأخرى ساخرة أو حزينة أو متفلسفة أو رمزية.
حقاً لقد سعدت بمطالعة ديوان الصيرفي الجديد (الشروق) هذا الديوان الذي أضاف كثيراً إلى ثروة الشعر العصري الأصيل المبتدع الذي نسعى جاهدين لكي يزداد ازدهاراً وإشراقاً، حتى تكون له آخر المطاف على مدرسة الاتباعيين والتقليديين الذين يعيشون على المدائح والمرائي والمجاملات والمناسبات.
فهنيئاً لمدرسة الجديد بهذا الديوان الرشيق الذي سكب فيه شاعرنا الكبير روحه المتأملة، وعاطفته الخالصة، وموسيقاه الرقيقة، وهنيئاً لشاعرنا بهذا الإنتاج القيم الذي نرجوه أن يتصل ويستمر لخير النهضة الشعرية.