للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تلك الغريزة الحيوانية، التي جنحت بالضابط الناقه إلى الضحك والمرح! فراح يصيح ويقهقه ويشتكي الجوع. . . حتى إذا انقضت سبعة أيام. . . اعتمد كليموف على ساعد (بافل) وخطى وئيداً حتى دنى من النافذة. . . حيث قام ثمت يسرح الطرف في مساري الربيع الطلق الضاحك وهو ينفث في الأرض الحياة والخضرة! وقد علت شمس الضحى في السماء تكالمها الغيوم والسحب. وطرق سمعه صليل العربات فخيل إليه أنه فظيع حاد!

حينئذ صدع قلبه الأسى وأمضه الكمد. . . وأحس بوقع الفجيعة عليه أليما عنيفاً. . . فطفق ينتحب في وله ومرارة ويغمغم شارد اللب كاسف البال. . . وقد دفن رأسه بين راحتيه. . . (كم أنا شقي!. . . يا ربي. . . كم أنا شقي!. . .).

وودع بهجته ومرحه. . . وانثنى يضطرب فيما كان يكتنفه من سآمته للحياة وضجره بالعيش. وقد ضاعفتهما فداحة تلك الخسارة التي لا تعوض!. . .

(طنطا)

مصطفى جميل مرسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>