وفي الخارج، كانت ظلال مكدسة وسكون وسماء معلق بها أنجم هائلة منداة. وأغلق الباب خلفه ووقف على رأس السلم وهو يرسل الطرف في قلب الليل. كان وحيداً، وسيكون وحيداً أبدا. دان تنتظره أنوار في نهاية الطريق، والطريق نفسه لا نهاية له.
ونزل أول سلمة، ثم وقف فجأة. لقد فتح الباب مرة أخرى، والتفت فرأى، العينين الزرقاوين، والقامة الطويلة الرقيقة، وقد تحدد قوامها وهو يومض بين إطار الليل المظلم.
وتقدمت في تردد ومدت يدها. وقالت (سامحني. لقد رأيت. . . هنالك. . . هل في الإمكان أن أمد لك يد المعونة بأي سبيل؟) وجمد بيترسون في مكانه برهة، ثم أخذ اليد الممدودة إليه في بطأ؛ ولمسها بشفتيه ثم تركها تسقط، ووقف الجسم اللامع ساكناً في فتحة الباب، والضوء يكلل شعره كأنه ألسنة اللهب الصغيرة، وانتزع نظرته بعيداً وأسرع في النزول من السلم وأغلق الباب أخيراً ولكنه لم يبطئ من خطواته، وكان يكاد يجري حين بلغ قارعة الطريق. والتفت ذارعا بيبي حول رقبته وقرعت أجراس الكنائس إيذاناً بصلاة منتصف الليل.