للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إخوانه) ما يبرر (سخاءه الغامر) حتى يكون له من ذلك (بعض الشفاعة) عند من يحبون من القراء (المجاملات المعقولة) في حدود (العدل) فضلاً عن القراء المتزمتين الذين يبخلون بثقتهم حتى تقدم إليهم البراهين الناصعة الكافية على كل ما يطلب إليهم الثقة به من أحكام.

فالمؤلف في بعض التراجم يكتفي بالكلام في أخلاق المترجم وأطواره في المعيشة والجندية، ويسكت عن إيراد شئ من آثاره وهو في سائر التراجم يورد للمترجم (نماذج) ولكنها (متواضعة) غالباً، فإذا حاولنا تلمس السبب لم نجد أمامنا إلا فرضين: فإما أن لهؤلاء المترجمين (نماذج عالية)، ولكن المؤلف لم يحسن الاختيار، وإما أنه لم يجد لديهم نماذج خيراً مما ذكر، ولعل أول الغرضين أصح ولو في بعض التراجم لا كلها، ولقد اطلعنا على آثار بعضهم فقرأنا لهم نماذج خيراً مما وجدنا في هذا الكتاب ولا سيما اليوزباشي سيد فرج والبكباشي محمد عبد الفتاح إبراهيم.

قال المؤلف في مقدمة فصوله معرفاً بها: (هذه صورة سريعة التقطتها عدسة المصور لطائفة من الشعراء والأدباء الذين يحتويهم جيش الفاروق آثرنا أن نعرضها في هذا (الألبوم) دون (رتوش). . .). والحق أن في هذا التعريف كثيراً من الصدق فالتراجم (صور سريعة)، ولولا ذلك لكان من الممكن أن تكون الصور أبرز وأثبت، ولقد طبعت صور منها على (ورق نشاف)، فجاءت مضطربة الوضع، حائلة الألوان، مطموسة المعالم، وقد استعمل (المصور) في استكمال بعضها كل مهارته الفنية، وكل ما لديه من أدوات الزينة لوضع (الرتوش)، ومن أجل ذلك، ولحسن ظننا بالمصور القدير لا نزال ننتظر (إعادة) هذه الصور على حقيقتها بلا (رتوش) أو مع (رتوش) خفيفة لا تخفى الحقائق، فالغرض من التعبير التوضيح لا التعمية، ونطمع في إضافة (صور) جديدة توضع جميعاً في (ألبوم) جديد حتى تكون جديرة لوجه الحق بالتسجيل والحفظ، ومؤلفنا أو (مصورنا) أولى من يقوم بهذه المهمة، وما هى بالمهمة العسيرة على (مصور) مثله طال عهده (بالتصوير)، والله يوفقه إلى خدمة مليكه وإخوانه وبنى وطنه.

(القاهرة)

محمد خليفة التونسي

<<  <  ج:
ص:  >  >>