ومعاركها القديمة والحديثة وأدواتها، ومن هذه العشرة أيضاً سبعة استقل بتأليفها وثلاثة اشترك معه فيها البكباشي عبد الرحمن زكي أحد من ترجم لهم في هذا الكتاب.
وإذاً فلا علينا إذا لم نبذل من (المحاباة) في حساب مؤلف (قديم) كصاحب هذا الكتاب (كل) ما نلزم أنفسنا تقديمه منها للمبتدئين والشداة، ولا علينا أيضاً ألا نعده (ضيفاً) في جماعة المؤلفين بعد هذه الآثار الكثيرة مع أنه ليس مؤلفاً محترفاً كالمنقطعين للبحث في الحياة. هذا الكتاب يشتمل على إهداء وتعريف للناشر بالمؤلف وتسعة فصول في تسعة ضباط بجيشنا المصري: فأما الإهداء فإنه (إلى راعي السيف والقلم حضرة صاحب الجلالة الفاروق المعظم) ولا غرابة فهو عنوان ولاء من ضابط أديب لراعي سيفه وقلمه، والكتاب كله في تعريف (شعراء وأدباء في جيش الفاروق) كما كتب في العنوان.
وأما تعريف الناشر بالمؤلف فصفحة عنوانها (هو) وصف فيها المؤلف (شكلا) وكشفه (كشف نظر) وعرفه فيها بأنه اشتغل بالأدب في الرابعة عشرة من عمره، وأنه يقرض الشعر ويكتب القصص، وأنه في خلقه (مستقيم) ينأى بنفسه عن إغراء المرأة حتى استأثرت به أخيراً (قديسة) تراه يفنى في تقديسها فهو تعريف (تقريري) للقراء أن يفهموا منه ما يفهمون كما يفهمون. وأما المقدمة ففي الصلة بين الجندية والأدب وفيها يقرر المؤلف أن الجندي إنسان عاطف كسائر الناس لا وحش شغوف بالدماء، وأن القتال بغيش إليه حين يكون أداء الواجب، وأن الأدب والجندية لا يتنافران، وفي هذه المقدمة (صرخات في الهواء)، وإذ يحاول المؤلف فيها تزييف أوهام لا قرار لها في عقل يحسن قراءة الأدب.
وأما الفصول التسعة، فقد تحدث في كل منها بضابط من هؤلاء الضباط التسعة: اللواء عبد المنصف محمود باشا، والبكباشيين عبد الرحمن زكى، وعبد الحميد فهمي مرسى، ومحمد عبد الفتاح إبراهيم، والصاغين محمود محمد الشاذلي ويوسف السباعي، واليوزباشيين حسين ذو الفقار صبري وسيد فرج، والملازم الأول مصطفى بهجت بدوى، وهم على هذا الترتيب في الكتاب تبعاً لرتبهم العسكرية لا لشيء آخر مما يقدمه على سواه غير (الرسميين) في التقدير.
ويلاحظ بلا عناء أن المؤلف في هذه التراجم عامة (كثير السخاء) فيما يسبغه على مترجميه من (فضل ونبوغ)، وهو - مع هذا السخاء الكثير - لا يقدم للقارئ من آثار