والترجمتان للمؤلفين: قالا شعراً:
(أسرح الطرف في الوادي الذي انبسطت ... أمام عيني ووجداني مرائيه
والشمس تسبح نحو الغرب في طفل ... وقد جلست حزين الفكر عانيه
في ظل (صفصافة) أمست كهولتها ... تذرو الشجون على الوادي وما فيه
أرى هنا غالباً في وحدة عجب ... مشرداً وكأن القلب في تيه)
وقالا نثراً، والنثر والشعر يتقابلان، فهما ترجمة لشيء واحد:
غالباً. . . على الجبل. . . وفي ظلال بلوطة معمرة
أجلس ساهماً حزيناً والشمس في ساعة الغروب
أسرح الطرف هنا وهناك في رحاب الوادي
الذي انبسطت أمام عيني لوحاته المختلفة)
وهاك ترجمة نثرية أخرى لهذه الفقرة بقلم أستاذنا الكبير أحمد حسن الزيات:
(جلست محزون القلب مستطار
اللب على قلة الجبل وتحت ظل السنديانة
العتيقة، أشيع شمس النهار وهي تغرب
وأسرع بصري في وجوه السهل وهي تتغير:)
٢ - شعراء وأدباء في جيش الفاروق
تأليف الأديب محمود عيسى الضابط بالجيش المصري
قرأت هذا الكتاب مغتبطاً فخوراً؛ فكاتبه ضابط بالجيش المصري الباسل، وسكرتير تحرير مجلته، وقد عرض في كتابه تراجم تسعة أدباء وشعراء من ضباط جيشنا الأحياء - متعهم الله بالعمر الطويل العريض - وأورد في تراجم بعضهم نبذاً من آثاره شعراً أو نثراً مع الإشارة إلى أعماله التأليفية. . وهذا الكتاب آية على اهتمام من ضباطنا بالشعر والأدب إلى جانب عنايتهم بالكتابة في فنون الحرب ورجالها ومعاركها قديماً وحديثاً.
ويظهر من فهرس كتب المؤلف المنشور في آخر كتابه هذا أنه غير (حديث عهد) بالتأليف، فله قبل هذا الكتاب عشرة غيره: منها ثلاثة قصصية وسبعة في قادة الحروب