ظفر بنسخة حسنة كاملة من كتاب:(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) وقالت مثل ذلك في العدد (١٤٠)
على أن الحقيقة ونفس الأمر خلاف ما كتبته الصحف الأوربية وخلاف ما نقلته الرسالة. والحقيقة التي لا يشوبها شيء هي أن كتاب الذخيرة كان في خزانة القائد الأكبر السيد اليزيد ابن الصالح الغماري (القاطن بغمارة من أعمال تطوان) من جملة الآثار النفيسة الموجودة بخزانته القيمة التي خلفها أسلافه الكرام حبوساً على عائلته أولاد صالح. وفي ذات يوم أتاه بعض أصدقائه وطلب من إعارة الذخيرة على أن يلتزم بطبعها والريع يقسمه بينهما، فاستحيا منه القائد ومكنه منها، فذهب تواً إلى خزانة المخزن الكبرى بالرباط وطلب من رئيسها شراءها منه فأخذها وأجله للغد، وفي الغد ذهب للخزانة فأعطاه الرئيس (٣٠٠٠) فرنك ثمن الذخيرة، فأبى من البيع، فلم يرض الرئيس بردها له قائلاً: إن المخزن الشريف أرادها فخذ الثمن أو اذهب؛ فلم ينفعه إلا أن اخذ الثمن وذهب لسبيله. تلك حقيقة قصة كتاب (الذخيرة) واكتشافها
ونحن لا ننكر فضل الأستاذ ليفي بروفنسال فهو كما ذكرت (الرسالة) الغراء وزيادة، وإن ننس فلا ننس جهوده التي بذلها نحو الكتب الإسلامية، وإنما نحب إظهار الحقيقة ليس إلا. ومن الكتب التي اعتني بنشرها هذا الأستاذ ولم تذكرها الرسالة: المجلد الأول من (الجامع الصحيح) للإمام أبي عبد الله البخاري المكتوب بخط ورواية أبي عمران موسى بن سعادة الأندلسي، نقل منه نسخاً عديدة بالتصوير الشمسي ومعه كتاب (التنويه والإشادة بمقام رواية ابن سعادة) للعلامة المحدث الشهير صاحب الفضيلة السيد محمد عبد الحي الكناني، والقسم الثاني من (الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام) لذي الوزارتين لسان الدين بن الخطيب، وكتاب (مفاخر البربر) مجهول المؤلف، و (نخبة تاريخية) جامعة لأخبار المغرب الأقصى جمعها من كتب شتى، و (نبذ تاريخية) في أخبار البربر في القرون الوسطى انتخبها من كتاب مفاخر البرير المتقدم وغيرها من الكتب