وحل اليوم الموعود وغادر البلدة إلى مقر عمله الجديد.
وتوالت الشهور والأيام وذكراه تحتكر فكرها وقلبها، وظلت تمني نفسها أنه سيعود يوماً ويملأ حياتها فرحاً وسعادة. . . وطال انتظارها وعادت إلى وحشتها وكآبتها ودموعها. . . وكانت تجلس ساعات وحيدة ساهمة تحدق في الطريق البعيد المؤدي إلى المحطة. . . فقد يلوح شبحه فجأة قادماً من بعيد.
وتقدم أبن عمها لطلب يدها فرفضت.
أما هو فكثيراً ما كان يفكر فيها ويمتلئ قلبه شوقاً إليها، ولا تكاد تمر ليلة دون أن يضع صورها أمامه، ويطيل التأمل فيها، ويسأل نفسه:(ترى من سيتزوجها؟ ليس بين أهله قربتها من هو جدير بها!) ثم يرفع وجهه نحو السماء ويضرع إلى الله أن يمنحها الرجل الذي يستطيع أن يمنحها السعادة والهناء!.