للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأحب المؤلفين المسرحيين إلي هم (موليير) الفرنسي، و (أبسن) النرويجي، و (شاكسبير) الإنجليزي. ولي ولع خاص بمطالعة أعمال موليير لأنها علمتني الاعتدال وهي صفة أقر بافتقاري إليها، وطالما كان حظي الصغير منها سبباً في أخطاء أتيتها في حياتي، ولأن موليير تجتمع كاملة شخصيات الشاعر الإنساني، والكاتب المسرحي والممثل، فهو رجل مسرح بحق.

وتهزني مآسي شاكسبير بروعتها، وفيض عواطفها، وهي مآس عاطفية تركزت فيها الإنسانية بأسرها.

أما (إبسن) فهو أبو المسرح الحديث وأستاذ أساتذة نوابغ المسرح الغربي، وهو الطود الشامخ وغيره الكثبان الرملية والتلال. وفي ضباب مآسيه غموض الحياة وظمأ المعرفة الذي لا تنقع علته، وفي نضال شخصياته أروع مآسي الحياة الفكرية).

قلت له ما رأيك في استقدام الخبير الفني الذي تنوي وزارة المعارف استقدامه من الخارج؟ فأجاب (سبق أني صرحت برأيي في ذلك، وهاأنذا أكرر ما قلته: وهو أن في استقدامه ما قد يبصرنا بما خفي علينا الأخذ به من وسائل ترقية المسرح المصري وإذاعة آثاره؛ وأرجو أن توفق الوزارة في اختيار أحد الرجال البارزين في المسرح الأوربي؛ ولعل في استقدامه واضطلاعه بشؤون الفرقة القومية ما يقضي على أسباب الفوضى المنتشرة في هذه المنشأة الجديدة، وهو الأمر الذي عجزت عنه وأعياني أمره).

يوسف تادرس

<<  <  ج:
ص:  >  >>