على التحقيق، قد أسقطت من فضيحتها (اشتراكها الآثم لحظة مبادلتي القبلة) إلا أن ذلك، لم يقلل من عزم الملك على نفي وتشريدي.
لم أكن أملك ثروة، وكانت رسائل مرتزقي متعلقة كلها بأسباب الملك، الذي قضى بنفيي، فأبحر بي إلى هذا المكان (ل) الذي شغلت فيه أول وظيفة (سكرتير) ثم وظيفة قنصل.
إن الملك رجل حقود، لا يعفو عن زلة فلست آمل أن نغفر لي جريمتي مطلقاً. وعلى هذا، فقد قضى على أن أدفن في هذا المكان أن لم ينقذني موت حاكمي وسيدي الملك.
إنه ليعروني الندم في بعض الأحيان، فآخذ نفسي باللوم الشديد على ما ورطني فيه جنوني. ولكن تأتيني هنيهات، أشعر فيها بشفتي الملكة كأنها حاضرة تنطبع على فمي وحينئذ لا آسف على شئ في الوجود.
لقد حدث لي مايلي خاصة في أمسية عيد الصعود وذلك إني في ذاك اليوم، تلقيت من العاصمة التي فيها الملكة، هدية غصناً رطباً مزهراً من أغصان الخيزران (ذلك النبات الذي كان يحف بالبحيرة التي أنقذت من مائها الملكة) فعرفت أن هناك شخصاً حبيباً لم ينسى بعد. . . واختلجت لهذه الذكرى شفتاي اختلاجة الوله والمرارة. . .