للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قدمنا ما كان لأسلافنا من العناية بها، والحديث والفقه والأصلين ووسائل ذلك من النحو والفقه والبيان والمنطق والحساب والهيئة ونحوها، على أن تكون دراسة هذه بحسب التبع لتلك، ومن أجل أنه لا يتوصل إلى المطلوب إلا بها، ولذلك كان أشياخنا رحمهم الله يسمونها علوم الآلات، والمقصود الأهم الذي يجعل نصيب العين بالتعمق في النظر والتوسع في البحث هو الفقه والحديث وسائر العلوم المذكورة سابقاً التي نؤمل من وراء دراستها على هذا النمط والانقطاع لها بهذه القابلية أن نخرج رجالاً متضلعين منها أشد التضلع، متقنين لها أحسن الإتقان، فنعيد عهد مالك والشافعي والبخاري وأحمد بن حنبل والأشعري والماتريدي وأبن حزم وأبن العربي وعياض وأبن تيمية وابن حجر وأضرابهم

وذلك في حين توجه الرغبة واشتداد الطلب وتضافر الجهود إلى تأسيس جامعة عصرية ' تتكون من ثلاث كليات إحداهما للأدب والثانية للطب والثالثة للعلوم. والتي للأدب نعوض بها تلك الدراسة الناقصة العقيمة التي حذفناها من برنامج القرويين، إذا اصبح من المسلم به أن الأدب لا يحيا بتلك الطريقة، ولا ينتظر أن يكون له مستقبل في هذه البلاد ما دام لم يوجه الاتجاه المطلوب التي تقتضيه الظروف الحاضرة، وامتداد إبان البحث إلى ما لم تكن عليه في الأزمان الغابرة. واللتان للطب والعلوم نسد بها مفاقرنا في الحياة العلمية والعملية التي ما فتئنا نسمع التبشير بها والوعد باستقبالها منذ ربع قرن فأكثر كما كنا لا نرى لها أثراً إلا عند الغير

وبقطع النظر عن مسألة القرويين ونحن لا نرى بداً - إذا كنا نريد نهضة حقيقية مبنية على أساس متين من الإصلاح الاجتماعي الشامل - من إنشاء هذه الجامعة التي كم عنينا بأمرها وتهممنا بشأنها. ولذلك نتوجه بطلبنا هذا إلى سدة ملكنا المحبوب سيدي محمد الذي نحمد الله على شفائه من مرضه وحفظه لأمته التي لها فيه آمال كبار ومتمنيات جسام لا طمع لها في غيره بتخفيفها وإقرار عينها بها، ومن جملتها الجامعة التي تشرف المملكة السعيدة وتغني كثيراً من أبناء المغرب عن تكبد مشاق السفر والغربة في طلب العلم في البلاد الأجنبية، وما ذلك على همته العلوية بعزيز

(طنجه)

عبد الله كنون الحسني

<<  <  ج:
ص:  >  >>