كبرت الأميرة. . . وهيئت للزفاف إلى المعتضد، وسار ركب العروس من مصر إلى العراق. وفي بعض منازل الطريق نامت أم آسية ماشطة العروس ذات ليلة، فرأت تمام الرؤيا التي بدأتها في منامها منذ سنين. . . حملها الأريج إلى السماوات، وسمعت هذه المرة صيحة الصائح. . . عرفته وفهمت عنه، رسول من مصر يهتف بنبأ مروع. . . قال الأستاذ:(وطوت صدرها على السر فلم تكشف لأحد عن خبره). وقال:(واشتد بها الوجع ذات ليلة في بعض منازل الطريق، وأصبحت ميتة لم تكشف عن سرها ولم تتحدث إلى أحد برؤياها!)
وعرفنا من حوادث القصة بعد ذلك أن تمام الرؤيا قد تحقق كما تحققت بدايتها، إذ كان النبأ المروع أن غلمان خمارويه وثبوا عليه فقتلوه!
ولا شك في أنك الآن مشاركي العجب من معرفة الأستاذ العريان رؤيا أم آسية الثانية وهي لم تتحدث إلى أحد بها! اللهم إلا أن يكون قد رأى أم آسية في نومه فأفضت إليه بالسر الذي طوته حقبا من الدهر. . .؟
في تعليم للغة العربية:
كتب لأستاذ عادل الغضبان في مجلة الكتب الصادرة في أكتوبر الفائت مقالا بعنوان (اللغة العربية بين المعلم والطالب) بين فيه ما رآه من أسباب ضعف الناشئة في اللغة العربية، ووزع التبعة في ذلك بين الطالب والمعلم ولمنهج، فالطالب منصرف عن الدرس مقبل على مطالعة صحف المتعة والتسلية، والمعلم مرهق بكثرة العمل مشغول بأسباب معاشه في عصر كثرت فيه المطالب والنفقات، وقد أفاض الأستاذ في هذه النقطة فانصف المعلم ودعا الدولة إلى رعايته وتقديره
وتلك أسباب لضعف الطلبة في جميع المواد لا في اللغة العربية وحدها، ويظهر أن الكتاب، لغيرتهم على اللغة العربية وتشبعهم بحبها، يقصرون إلى الكلام عليها حينما يتعرضون لشئون التعليم من حيث انخفاض المستوى العلمي للطلبة مع أنه يكاد يكون على سواء في جميع المواد
أما كلام الأستاذ في المنهج، فقد تضمن ما نخالفه فيه، عاب معالجة المنهج المشحون بالحذف والتبسيط، ولكنه لم يقل بم يعالج، فمن المعلوم أن ازدحام المنهج بالمواد يتخم