الطالب ويعسر عليه هضم المعلومات، فبم يعالج إن لم يكن بنقصه وتسهيل صعبه؟
وحمل على التبسيط فقال:(ولقد عمت موجة التبسيط كل مقومات اللغة، فتناولت اللفظ والأسلوب والصرف والنحو والبلاغة والأدب. فبدت اللغة العربية لذهن الطالب بعد ذلك التبسيط شجرة جرداء مقلمة الفروع جافة الغصون). وقال:(إن هذا التبسيط يبعد الطالب عن الأساليب القديمة البليغة). إلى أن قال:(واعجب العجب ما قرأناه أخيرا من أن أستاذاً في الجامعة يملي عليه تلامذته تفسير القران باللغة العامية)
والذي أراه أن أستاذ الجامعة يسف في التسهيل والتقريب، والأستاذ عادل الغضبان يوغل في البعد عن مدارك التلاميذ، ومن أسس التربية المفروغ منها وجوب البدء بالسهل ثم الانتقال منه إلى الصعب ثم إلى الأصعب، ولكن الأستاذ عادل يريد أن يصدم الأذهان الغضة بالأساليب القديمة البليغة، وأستاذ الجامعة ينتهي بالجامعيين إلى ما هو دون ما يجب أن يبدأ به، فالتلميذ يبدأ في السنة الأولى الابتدائية بالمحادثة العربية وينتهي في الجامعة بالبلاغة العامية. .!
ويغالي الأستاذ عادل في بيان قيمة القواعد ويرى الإكثار منها في المدارس، ولم يول اللغة نفسها أي الكلام العربي شيئا من الاهتمام مع أنه هو الغاية المنشودة، والأجدى في الوصول إلى هذه الغاية أن نعرض الكلام نفسه مكونا مركبا على الناشئ بمختلف الوسائل، ليدركه ويتذوقه وينطبع مثاله في ذهنه، قبل أن نحشوه بتلك القواعد التي تحلل الكلام وتفككه. وبهذا نحقق فائدتين: الأولى تكوين ملكة لغوية يقتدر بها الناشئ على التعبير الفصيح وتذوق الأساليب العربية، والفائدة الثانية أن يقبل القواعد بعد ذلك شاعرا بالحاجة إليها لضبط ما عرفه ومرن عليه من الكلام.
ومن مغالاة الأستاذ في هذا الصدد قوله:(أما البلاغة فقد أخنى عليها الذي أخنى على القواعد فبسطت بالحذف دون مراعاة جلال شان الحذف، فقد حذف من أبوابها باب الفصل والوصل ولعله في نظرنا أهم أبواب البلاغة والطريف أن للبلاغة تعريفات جمة منها إنها (معرفة الفصل من الوصل) ولو عرف كثير من الكتاب هذا الباب ووقفوا على أسراره ودقائقه لاهتموا بان يقدموا للقارئ أسلوبا لا تتعادى فقرة ولا تتجافى ألفاظه ولا تختلط فيه حروف العطف اختلاطا متنافرًا متناكراً).