السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) وكذلك بين القرآن أن عاقبة الكذب أن يمرد الإنسان على مخالفة الصدق ومجانبة الحق، حتى يستقر النفاق في قلبه قال (فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)
وكثيراً ما يقرن القرآن الكريم الصبر بالصدق، وهما من منبج واحد، هما من المرؤة والكرامة والأنفة والشجاعة التي تقول الحق غير مباليه، وتصبر على الشدائد غير مستخذيه
الصدق في القول والفعل خلق يبين عن صفاء النفس وخلوصها وصراحتها وحبها الحق، وميلها عن الباطل، ونفورها من المداجاة والمراءاة والنفاق والخداع، خلق يأبى التكلف والتصنع ويربأ عن المذلة والخنوع، خلق ينطق بالإباء والشجاعة، وحب الخير للناس، وتحكيم قوانين الله فيما بينه وبينهم لا يبغي صاحبه عن هذه القوانين حولا، ولا يرضى لمنفعة نفسه الاحتيال لإخفاء الحقائق، والتماس غيرها من الوسائل المخترعة المزورة
وذلكم هدى القرآن وشرعه الإسلام، وسيرة المسلمين الأولين نطقت به مآثرهم في الحرب والسلم وفي معامله العدو والصديق. كانوا في أقوالهم وأفعالهم حرباً على الباطل والبغي والكذب، فكانت سيرهم مثلاً من الحق الصريح الذي لا يشوبه رياء ولا مداراة ولا مداجاة، فجزاهم الله بصدقهم أن مكن لهم في الأرض وملكهم أزمة الأمم يسوسونها بعدل الله ابتغاء مرضاه الله كما قال:(ليجزي الصادقين بصدقهم)
وتلكم أيها المسلمون الأسوة الحسنه فاجعلوها نصب أعينكم واتخذوها هديا في رضاكم وغضبكم، ومنشطكم ومكرهكم، وحربكم وسلمكم، وشدتكم ورخائكم. فإنما هي قانون الله وهدى القرآن وصدق الإسلام وميراث السلف الصالح، وذخر الخلف الطامح
(يا أيها الذين آمنوا أتقو الله وكونوا مع الصادقين) صدق الله العظيم