وحسبنا هذا بياناً لوصف القرآن الأفعال بالصدق والكذب كما توصف الأقوال
والقرآن الكريم يأمر بالصدق في كل صُوره، وينهى عن الكذب في جميع أشكاله؛ وكفى بقوله:(أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
واشتد القرآن في تقبيح الكذب ولعن الكاذبين؛ وجعل الكاذب أظلم الناس، ووصفه أشنع الأوصاف
قال:(فمن أظلم ممن أفتري على الله الكذب أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون.). وقال: ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم، ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنه الله على الظالمين). وقال:(فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه؟ أليس في جهنم مثوى للكافرين. والذي جاء بالصدق وصدَّق به أولئك هم المتقون، لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين، ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون). وقال:(ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة. أليس في جهنم مثوى للمتكبرين). وقال:(انظر كيف يفترون الله الكذب. وكفى به إثما ًمبيناً)
وبين القرآن أن الكذب يمنع صاحبه الهدى، ويجور به عن القصد. وكيف يهتدي الكذاب وهو يتعمد طمس الحق، والعدول عن الرشد؟ إنما يهدي الله من أخلص قوله وفعله وتحرى الحق جهده غير مائل مع الهوى، ولا سائر مع الباطل , قال:(إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار). وقال:(إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب)
وقد بالغ القرآن في عقاب بعض الكذبة فجعل كلامهم مظنة الكذب دائماً وأهدر شهادتهم. وتلكم عقوبة المفترى على النساء الصالحات، قال:(والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلده ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون). وقال:(إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم. يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون)
بل أمر القرآن بالتثبيت وحذر من الظن الكاذب وجعله إثماً فقال:(اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم)؛ ونهى عن مظان الكذب والخطأ فقال (ولا تقف ما ليس لك به علم إن