فرواياتها المترجمة هي من سقط متاع الغرب ومن أقلام شبه مجهولة، وكذلك التأليف. كما أن الإخراج والتمثيل ليس لهما قاعدة ثابتة لعدم إسنادهما إلى أيد مختصة مسؤولة عن الإدارة الفنية كما هو الحال في جميع المسارح والسينما المحترمة، وقد وضحت جميع هذه النقط في التقرير الذي كلفت بتقديمه إلى وزارة المعارف.
إذن يمكنني أن أقول إن الفرقة القومية ليست في تقدم كما تدعي هي، بل هي في جمود سيؤدي إلى التأخر ولا شك.
- هل علة هذا الجمود هي الإدارة العامة، أم لجنة القراءة، أم المؤلفون الذين لا يغذون المسرح؟
أعتقد أن المسؤول الوحيد عن سير الفرقة هي الإدارة العامة، وأن لجنة القراءة والمؤلفين ليسو غير وسيلة يتوسل بها المدير للانتفاع بهم في الوصول إلى الغرض الأسمى للفرقة، فلجنة القراءة ليست هي المدير، والمقصود من وجودها إعانة المدير على اختيار الروايات من بين الأكوام التي تقدم إليه. أما المؤلفون فهم على نوعين: مجهول ومشهور، فظهور الأول رهين بالظروف والمصادفات، والمباراة في التأليف هي إحدى الوسائل التي تعجل اكتشافه وتيسر إبراز مواهبه. أما الثاني أي ذلك المؤلف الذي لا تشغله ميادين نشاط أخرى فهو في الغالب لا يمكن أن يقحم نفسه في الفرقة بغير دعوة منها، وفي العالم كله نجد المسارح وشركات السينما هي التي ترسل في طلب المؤلفين المشهورين وتتعاقد معهم. أما قول بعضهم إن كبار المؤلفين يتهيبون الوقوف مع الكتاب الناشئين فغير صحيح، لأن الكاتب المشهور مهما أسفّ فإنه يخرج عملاً له قيمته الفكرية على كل حال، مطبوعاً بطابع شخصيته الأدبية التي عرفها الجمهور ورضى عنها واشتهر من أجلها في مناحي الأدب الأخرى.
- أراك أزحت عن عاتق لجنة القراءة أسباب تأخر الفرقة في حين أن مديرها يقول إنه ينفذ قراراتها، وإن الفرقة لا تمثل إلا الروايات التي تقرها اللجنة.
قلت: إن مهمة لجنة القراءة تصفية المتراكم من الروايات المقدمة للمدير، وليس من شأنها إحداث النشاط الأدبي والفكري اللازمين لحياة الفرقة ورقيها. فليس مثلاً من شأنها البحث عن أمهات الآثار الغربية التي تلائم المزاج المصري فتدفع بها إلى المترجمين،