للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد كان موضوع هذه الحصة قصصاً عن حياة قدماء المصريين وبعض الفراعنة المشهورين مثل بناة الأهرام وامنحعت وحتشبسوت. . . الخ.

وكانت هذه القصص على ضآلتها وتفككها هي الخيط الوحيد الذي يربط التلاميذ بتاريخهم القومي العظيم، والصورة الوحيدة التي تعرض عليهم من عصر كان أزهى العصور في تاريخ العالم كله يوماً من الأيام.

فاليوم تريد وزارة المعارف أن تقطع هذا الخيط الضئيل وتطمس تلك الصورة الباهتة: وكان واجبها يقتضي أن تقوي كل ما يربط التلميذ بقوميته وأن تؤكده توكيداً وتلح على التلاميذ في استيعابه بأن تخلق له الفرص خلقاً في كل درس وفي كل مناسبة؛ لا أن تلغي الفرصة الوحيدة التي كانت متاحة للتلاميذ.

وقد كان للوزارة مندوحة عن إلغاء هذه الحصة فلديها وفر من حصص اللغة الإنجليزية التي ألغتها مشكورة لتوفر على التلاميذ الجهد وتتيح لهم الفرصة ليتعرفوا على لغتهم القومية وكيانهم القومي!

أجل! ما كان أجدر رجال التعليم أن يستغلوا بعض هذه الحصص الزائدة في تقوية الروابط التي تربط التلاميذ بوطنهم وقوميتهم وتنمية البذرة التي تنشئ في المستقبل جيلا معتزا بوطنه حريصا على وجوده.

وبدل أن تحول اثنتان من هذه الحصص الزائدة إلى (قصص) عام لا هدف له، كان الأولى أن تكون هاتان الحصتان أو إحداهما على الأقل قصصاً قومياً يهدف إلى غاية وطنية نبيلة. وخاصة حين نعلم أن الوزارة تنوي - في النظام الجديد - أن تجعل السنة الثانية الابتدائية نهاية لمرحلة تعليمية. فلا يجوز أن تنهي تلك المرحلة دون أن يعرف التلميذ فيها شيئا عن أحد المقومات الضرورية لشخصيته.

ولا أحسب أن حذف هذه الحصة أمر مقصود لذاته وإنما هي ضربة من ضربات (المقص) جاءت على غير هدى!

ولكني أرجو وزارة المعارف أن توازن جداولها على حساب أي شيء إلا الكيان القومي للتلاميذ.

محمد القطب

<<  <  ج:
ص:  >  >>