حولها حتى إذا وقع بصرها عليه أسرعت نحوه ثم وقفت فجأة)
سافو - (بعد سكوت طويل) لا تعتب على إذ عدت وما ودعتك الوداع الأخير. وقد كنت وأنا بعيدة عنك أشعر بألم خفي يعذني. أما الآن وقد رأيتك فقد ذهب ألمي.
حنا - إنني لا أحمل لك في نفسي غلاً
سافو - (والألم يرجها) ماذا؟ آه لو تعلم كم بكيت وكم هدني الجهد حتى لا ادري كيف أنني لم أزل من بين الأحياء (بدهشة) أتراني تغيرت؟
حنا - وهل تقيميين دائماً هناك؟
سافو - وأين تريد أن أقيم، وهناك تلك الذكريات التي أحيا عندها باللم. وكثيراً ما كنت على أثر البكاء تقتلني وحدتي فأضطر إلى العمل لأتسلى. وكم من مرة كنت أستيقظ عند الصباح باسمة فأرتدي ثوبي الأبيض وأصلح شعري على ما كنت تحب، ثم ألزم نافذتي إلى مغرب الشمس، وأنا أتسمع خطواتك وأتلمس عودتك، حتى إذا يئست أغلقها واستسلمت لحزني.