في الأهرام الغراء خير تقدمة، ولكن الذي نريد أن نهنئ الأستاذ الصاوي عليه حقاً، هو توفيقه في حل مشكلة النشر والتوزيع بطريقة يغبط عليها، فما زال الكتاب في مصر يعانون متاعب هذه المشكلة؛ وليس في مصر ناشرون يعتمد على فطنتهم وأمانتهم وحسن تقديرهم؛ وما زالت معظم جهود المؤلفين نهياً لتجار الكتب. وقد وفق الأستاذ الصاوي إلى تجنب طغيان هؤلاء السادة، واستطاع في شجاعة ولباقة أن يتجه إلى قرائه رأساً وأن يقدم إليهم كتابه بطريق الاشتراك؛ واستطاع أن يخرج لهم كتابه في جزءين كبيرين، وفي أتقن طبع وأجوده، محلى بالصور الرمزية الممتعة؛ وذلك كله بثمن لا يتجاوز عشرة قروش للجزءين!
وإنا لنرجو أن يكون في هذا المجهود الموفق عبرة للناشرين فيحد من جشعهم وطغيانهم؛ وأن يكون فيه درس يستفيد منه الكتاب والمؤلفون.
كما نرجو لمؤلف (ما قل ودل) ما هو جدير بأدبه وفنه من تشجيع وتقدير.