الأستاذ المدرس جهده أثناء التدريس والشرح، وفي الاختبارات الشفوية في أول كل حصة وفي توزيع الأسئلة أثناء خطوات التدريس للتأكد من التفاتهم وفهمهم ومذاكرتهم وبالاختصار يكون أكثر التدريس للضعاف أثناء الحصص. قد يقال إن الطالب الذكي المجتهد أولى بالرعاية والتشجيع كي يزيد علما وثقافة. وهذه فكرة مخطئة إذ أن المدرس غير مطالب بتخريج نوابغ قليلين، وأكثر النوابغ يستطيعون النبوغ بقليل من التفات المدرس وعنايته ولكنه مطالب برفع مستوى الضعاف ومن أجلهم أنشئت المدارس لأن حاجتهم إلى المرشد أعظم من حاجة النوابغ، ولا يصح أن يستزيد الطالب النابغة من العلم على حساب إخوانه الضعفاء أو الأقل ذكاء، ويستطيع الأستاذ إذا سبق النوابغ إخوانهم في الفهم والاستيعاب أن يعطيهم عملاً خاصاً في أثناء الحصة أو خارجها إذا خشي الملل من جانبهم، إذا سار على قدر فهم الضعاف واستيعابهم، ويستطيع أن يبادر الأذكياء من حين لآخر بالسؤال للتأكد من أن سيره مع الضعاف لم يثبط همة الأذكياء ولم يصرفهم عن المدرس ولا سيما الأذكياء الذين يعتمدون على ذكائهم في التحصيل في الشهر الأخير من العام الدراسي، على أن تتبع الأستاذ للخطأ والصعوبة في أذهان الضعاف مما يزيد النابغة معرفة لما يواجه الذهن الإنساني من الخطأ والصعوبة وإن كانت الصعوبة في ذهنه أقل، إذ لاشك في أن بعض الأذكياء قد يكتفون بنصف فهم بينما لا يَدَّعي الضعيف الفهم إذا لم يستكمله إلا حياء وخجلاً من الظهور بمظهر ربما ظُنَّ غباوة يضحك منها إخوانه الأذكياء وهو أمر ينبغي ألا يُسمح به. ولا فائدة مطلقاً من تقديم الأستاذ المدرس تقارير لناظر المدرسة يومية أو أسبوعية عن المقصرين في الاستذكار إلا إذا عمل على اتباع هذه الطريقة اتباعاً تاماً دائماً أي طريقة مناقشة الضعفاء أثناء الشرح للتأكد من التفاتهم ومتابعتهم إياه وفهمهم. وإذا كان في التدريس بطء بسب هذه الطريقة استطاع الأستاذ أن يتلافى هذا البطء بوسائل أخرى، ويحسن بالوزارة أن تشجعه بوسائل العطف والقدر والمكافأة بهما إذا اضطرته هذه الخطة إلى الزيادة في عمله إلى تضحية وقته الخاص.
أما العامل الثاني في تحسين النتائج فهو أن يتعرف الأستاذ أماكن الصعوبة في المنهج ذاته والأغلاط والأخطاء الشائعة بين الطلبة عموماً سواء أكان الخطأ في اللغات أو في المواد الأخرى وأن يخصها بشرح أوفى وتمارين أكثر وأن يعاود الرجوع إليها حتى يقتلعها من