للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهنا كلمة لابد منها، وهي أن هؤلاء الذين توهت بهم، هم من شعراء جامعة أدباء العروبة، وليس المقصود بشعراء الجامعة أعضاء مجلس إدارتها وحدهم، فإن لها أعضاء أنصاراً، كالشاعرين الكبيرين رامي والأسمر، وهما من أكبر شعراء هذا الجيل.

وإني لحريص على أن أصحح فهما خاطئا سرى إلى بعض الأذهان وأثار حملات لا مبرر لها، فأقول إني لا أحتكر لرجال جامعة أدباء العروبة المجد الأدبي في هذا العصر، وإن كانوا في الحقيقة أقوى مجموعة عرفها التاريخ الأدبي الحديث، وأنا أعد الجامعة مكونة من أعضائها العاملين ومن أنصارها جميعاً. . أما أعضاء مجلس إدارتها فهم فوق مقدرتهم الأدبية الممتازة، أنشط الأدباء وأشدهم دأبا، وأغزرهم إنتاجا، وأكثرهم مثابرة على خدمة الأدب والأدباء، وتنظيم المهرجانات، وإحيائها بخطبهم وقصائدهم التي يحملها المذياع إلى دنيا العروبة فتملأ مسامع الملايين في سائر الأقطار العربية، وتحفر النفوس إلى طلب المجد، وتغرس فيها الشجاعة ومكارم الأخلاق.

وإن شعراء الجامعة لآثار أدبية جديرة بالخلود، أراني فخوراً بأن أعرض ما يحضرني منها في هذه الساعة.

فهذا ناجي يقول في (الغريب).

يا قاسيَ البعد كيف تبتعد؟ ... إني غريب الديار منفرد

إن خانني اليوم فيك قلت غد ... وأين مني ومن لقاك غد

إن غداً هوة لنا ظرها ... تكاد فيها الظنون ترتعد

أطل في عمقها أسائلها ... أفيك أخفي خياله الأبد؟

يا لامس الجرح ما الذي صنعت ... به شفاه رحيمة ويد؟

ملء فؤادي لظى وأعجبه ... أني بهذا اللهيب أبترد!

ومن شعره الوطني:

مر الغزاة بمصر وانتهو رمرا ... فأين بالله تيجان ودولات

كأن صخرة أقدار تحطمهم ... وما من القدر المحتوم إفلات

مروا ومصر على التاريخ باقية ... كأنما حولها للنور هالات

فاعجب لمنطق أذيال يقوم له ... محض من الزور شَّته الضلالات

<<  <  ج:
ص:  >  >>