الإنسان؛ والذين اعتبروا، حتى اليوم، من رجال التاريخ ليسوا فيها سوى المخرجين؛ وما الإمبراطوريات إلا مناظرها؛. . . وسيمة البطولة عند ويلز أن يخدم الإنسان، ويحمل نفسه منفذ الأقدار الذي يحتم على الإنسانية بالتدريج، في جميع المعتركات، اتحاداً في الفكر وفي الإرادة). ولم يوافق على وجهة نظر ويلز في كل الأحوال مع موافقتهم في بعضها: جنبير، الأستاذ بالسربون؛ وديريه، الأستاذ بجامعة رن ودينن، أستاذ الأدب فيها؛ وبول، الأستاذ في المزيم، أي حديقة النبات بباريس؛ ودسو، الأستاذ بمدرسة متحف اللوفر، وإضرابهم ممن ساعدوا المترجم
طال هذا الاستطراد المتعلق بالتاريخ، لكن عذره أن ملاحظة ما فيه تفيد في تقدير (شواهد) الدكتور التاريخية ونظره إلى (تطور الإنسانية)
فهو يقول إن الجماعات انتقلت، بمقتضى الرقي والعمران، من قبائل متناثرة ومدن صغيرة إلى دول وشعوب كبيرة، (وكلما اتسعت الدولة زالت الفوارق في اللغة، والتقاليد، والعادات، والفكر، والدين)
أما التاريخ فيقول إن الدول تتسع ثم تضيق، كما اتسعت الدولة العثمانية ثم ضاقت تركيا، من غير أن تزول تلك الفوارق؛ وكذلك الإمبراطورية النمسوية، وغيرها. واللغات وفروعها عديدة، والشعوب المختلفة لا تعرف غير لغاتها، والراقية تخلص لغاتها مما يهدد كيانها وإن تعلمت بعض اللغات الأجنبية؛ واليابان التي يعرف بعض أهلها اللغة الإنجليزية، مثلا، تحافظ على اليابانية ولا تهمل ثقافتها القومية، والروسيا اتسمت وليست اللغات العديدة فيها بسبيل الوحدة. ومصر التي اتسعت وضاقت، وتدانت أرجاؤها، وكثرت فيها المواصلات والمخالطات، لما تزل بها الفوارق على امتداد القرون بين التقاليد والعادات؛ بله ظواهر الأمور في طبقة محصورة من الآخذين عن الفرنسيين أو الإنجليز أو غيرهم، بل إن ما أخذوا يزيد الفوارق ولا ينتظر أن يعم. وقد تشعبت الأديان الوثنية والكتابية الأصلية، ولم تتوحد أصولها ولا مذاهبها في دولة ولا أمة؛ ولم ينس التاريخ ما وقع بين الكاثوليك والبروتستان؛ والذي أصاب اليهود، في دولة واسعة كألمانيا قد حدث في هذا الزمان. فالقول بزوال هذه الفوارق كلما اتسعت الدولة يشعر بعجلة في التحقيق، والاستنتاج، والتعميم، وإطلاق الكلام