الواحد وأصحاب المصلحة الواحدة؛ إنها حرب سوف تكون بين نصفي شعب بقاؤه وسعادته لن يكونا إلا في اتحاد كلمنه والتئام شمله. . .
وليت الفتنة اقتصرت على الناس ولم تمتد إلى الحكومة؛ إذاً لكانت أهون على الرئيس وعلى الشعب. . هاهي ذي تندس حتى تتغلغل في وحدات الجيش والبحرية والسادة المسؤولين من رجال الدولة؛ ولقد وقف بيوكانون حائراً لا يدري ما يأخذ مما يدع حتى لم يعد في إمكانه أن يحسم الشر؛ فكان بذلك وجوده على رأس الحكومة يومئذ شراً على شر
ولكن ابراهام لم يكن بيوكانون؛ وحسبه عزمه المصمم الجبار في هذا الموقف الرهيب؛ هذا إلى إخلاصه وكراهته للعدوان ويقينه الذي لا يداخله شك ولا يحوم حوله شيء مما ينسج الباطل من وهم وما يصور من ريبة
ولقد أشفق من لم يكونوا يعرفونه، بل لقد جزع بعض الناس أن تلقى أزمة الحكم في مثل هذه الظروف في يدي رجل هو في زعمهم لم تحسن يداه أن تقبضا على شيء غير المعول؛ وعجبوا أن تترك الأمور للرجل القادم من الغرب. . . لذلك المحامي الذي كان من قبل يخطط الأرض ويوزع البريد؛ والذي نشأ بين الأحراج ونما كما ينمو وحشي النبات. . . وسخط أعداؤه ممن لا يجهلون مقدرته واشتد بهم الغيظ ألا يجلس في كرسي الرياسة يومئذ إلا هذا الجمهوري الأسود! هذا الذي يعد في الجمهوريين كبيرهم الذي ألهمهم ما يلوكونه من عبارات تؤذي الأسماع وتخز القلوب وتقبض الصدور. . .
أما الذين عرفوا لنكولن وعرفوا خلاله فما خالطهم شك أنه الرجل الذي ليس غيره في الرجال تكون على يده السلامة ويتم الخلاص. . والحق لقد خلقت هذه الحوادث هذه الأزمة وخلقت في الوقت نفسه الرجل الذي ينهض لها والذي لن يقوىعلى حمل أعبائها سواه. . ولو لم يكن في أمريكا في تلك الأيام ذلك الرجل الذي أخرجته أحراجها لتغير تاريخها باتخاذه وجهة غير التي سار فيها
وإنا لنرى في ابراهام أحد الأفذاذ الذين يبرهنون بأعمالهم على فساد الرأي القائل بأن الظروف هي التي تخلق العظماء؛ فهذا رجل نجم عن أبوين فقيرين ودرج بين أحراج الغابة وألفافها؛ فلما واجه الحياة وأخذ يعول نفسه راح يشق طريقه في زحمتها ومفاوزها كما كان يشق طريقة بين الأدغال، ولا عاصم له مما يحيط به من مخاوف إلا عزيمته