للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألم يجد في مقالي في المقتطف ما يناقشني فيه، فاستعار ذلك الفيلسوف القديم ليجعله موضوع مناقشة. والسلام والتحية للأستاذ.

نقولا الحداد

حول تعليق العباس على قصيدة الجارم بك:

قرأت ما كتبه الأستاذ العباس تعليقاً على قصيدة الشاعر الكبير علي الجارم بك في تأبين المغفور له أنطون الجميل باشا وفي هذا التعليق يقول الأستاذ - ولكني آخذ عليه قوله:

نسي الشعر في صراع الرزايا ... رنة الكأس والغزال الأغنا

شغلته مآتم ونعوش ... عن هوى زينب وعن وعد لبنى

فإن مجرد ذكر الكأس المرنة والغزال الأغن وهوى زينب ووعد زينب لا يتفق والمقام.

وفي رأيي أن مجرد ذكر هذه الأشياء لا يحط من قدر الشاعر ولا يهجن شعره في الرثاء - ما دام ذلك مشفوعاً بصراع الرزايا، وبالمآتم والنعوش - ولعل الشاعر يريد أن يصف حالة يعانيها في نفسه لا نحيط بها نحن - وأنت ترى أن دريد بن الصمة قد افتتح قصيدته المشهورة في رثاء أخيه عبد الله بالنسيب إذ يقول:

أرث جديد الحبل من أم معبد ... بعاقبة أم أخلفت كل موعد؟

ولم أسمع من النقاد من اعترض عليه أو تصدى لنقده، لأنه أراد أن يسجل الحادثة التي دارت بينه وبين أم معبد زوجه حينما لامته في حزنه على أخيه فطلقها.

وما أرى أن نسير في ركاب (ابن وكيع) وهو صاحب كتاب المنصف الذي ألفه في بيان سرقات المتنبي - وكان ينظر دائماً بعين السخط إلى شعره - لآن أبا الطيب كان قد هجاه - كما يقول بعض المؤرخين - فعاب عليه من جملة ما عاب هذا البيت.

صلاة الله خالقنا حنوط ... على الوجه المكفن بالجمال

وقال (ووصفه أم الملك بالوجه الجميل غير مختار).

قال الأستاذ قسطاكي الحمصي - صاحب منهل الوراد - (لو ذاق ابن وكيع طعم الخواطر السامية، وما كانت تولده مخيلة أبي الطيب له من الصور الصادقة لما انتقد هذا الانتقاد البارد فإن المتنبي لما تصورت له الميتة في ساعة النزع وما بعدها، دعا لها بالرحمة فجعل

<<  <  ج:
ص:  >  >>